عنوان الفتوى : هل نلبي جميع رغبات الطفل؟
أعارض زوجتي في شراء مانيكير (طلاء أظافر) لطفلتناالبالغة من العمر عامين ونصف عام، فما الحيلة ونحن في زمن عزت فيه التربية السلوكية السليمة للبنين والبنات مع مستحدثات العصر، فهل نلبي لكل طفل رغباته ونقول حتى لا يكون عنده كبت حين يكبر، أفتونا مأجورين ورجاء توجيه رسالة للأمهات اللاتي يعتقدن أنهن أعلم بفنون التربية السليمة وجزاكم الله خيرا ..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن كانت معارضتك لزوجتك في شراء الطلاء المذكور لطفلتكم الصغيرة هو لكونك تعتقده محرما، ولا تريد أن تنشئ بنتك على ما ينافي الشرع، فلا شك أن معارضتك هذه تبنى على توجه حسن. لكنا نخبرك أن هذا الطلاء إذا كان خاليا من ضرر يجلبه لمستعمله وليس معدا من مواد نجسة، فلا مانع من استعماله، وقد مضت لنا فتاوى في ذلك، فراجع منها الفتوى رقم: 664 وعما إذا كان ينبغي أن نلبي لكل طفل رغباته، فهذا أمر في غاية الإجمال، والصحيح عند أهل التربية أن الطفل ينبغي أن يساق إلى مصلحته من حيث لا يشعر أنه مكبوت، فنربيه على العقيدة الإسلامية والأخلاق الفاضلة والمثل العليا، ونهتم به بدنيا وروحيا، فننمي عواطفه وأحاسيسه، ونسعى لشحذ عبقريته وفتح قابلياته، ونراعي صحته. والأم مسؤوليتها في كل هذا كبيرة جدا، فيلزم أن يمتلئ قلبها أولاً بالإيمان، ثم أن تتقي الله فيما أودعت من إعداد لأجيال المستقبل. ثم تحذر هذه الفتن التي ماجت وراجت في أسواق المسلمين. فهي كما قال الشاعر: الأم مدرسة إذا أعددتها=====أعددت شعبا طيب الأعراق والأم نبت إن تعاهده الحيا=====بالري أورق أيما إيراق والله أعلم.