عنوان الفتوى : الحكمة من ذكر القرآن لغزوتي بدر وحنين
لماذا ذكرت غزوت بدر وحنين في القرآن بالتفصيل؟ وشكراً.... وجزاكم الله خيراً
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن غزوة بدر وغزوة حنين إضافة إلى غزوة الأحزاب من أعظم الغزوات في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم التي كان لها أثر كبير في مجريات الأمور في عهد النبوة وما بعده، فغزوة بدر كانت أول معركة بين معسكر الإيمان ومعسكر الكفر، وانتصر فيها حزب الله على حزب الشيطان، وأنزل الله عز وجل فيها الملائكة تأييداً لعباده المؤمنين، وحدث بعد الغزوة شيء من الاختلاف حول موضوع الأسرى وحول موضوع الغنائم، كل ذلك تطلب شيئاً من التفصيل والإطناب حول هذه الغزوة، وقد ذكرت هذه الغزوة في سورة الأنفال، ولذا سماها ابن عباس رضي الله عنه بـ"سورة بدر"، كما رواه مسلم عنه في صحيحه. وذكرت أيضاً في سورة آل عمران من الآية 122 إلى الآية 126 من نفس السورة، وأما غزوة حنين فقد ذكرها الله عز وجل في آيتين من سورة التوبة وهما الآية 25، والآية 26، قال العلامة محمد الطاهر بن عاشور في "التحرير والتنوير" حول ذكر هذه الغزوة: وتخصيص يوم حنين بالذكر من بين أيام الحروب، لأن المسلمين انهزموا في أثناء النصر ثم عاد إليهم النصر، فتخصيصه بالذكر لما فيه من العبرة بحصول النصر عند امتثال أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، وحصول الهزيمة عند إيثار حظوظ العاجلة على الامتثال. انتهى. ونلفت نظر السائل إلى أنه ليس هناك تفصيل حول غزوة حنين كالتفصيل الذي ورد حول غزوة بدر وأحد والأحزاب وتبوك، فلم تذكر غزوة حنين إلا في آيتين فقط كما مر معنا، ومن الغزوات التي ذكرت في القرآن بشيء من التفصيل غزوة الأحزاب، وسميت باسمها سورة كاملة "سورة الأحزاب"، وكذلك غزوة تبوك ذكرت بشيء من التفصيل في سورة التوبة، وغزوة أحد كذلك ذكرت في سورة آل عمران. ولعل هذا التفصيل لهذه الغزوات راجع إلى ما تضمنته من الدروس والعبر التي تحتاجها الأمة المسلمة في كل زمان ومكان، لاسيما في زماننا هذا الذي تفرقنا فيه شذر مذر وشمت بنا أعداؤنا. والله أعلم.