عنوان الفتوى : أفضلية الإنسان ليست بلون بشرته
السؤال
عندي مشكلة من لوني. أنا شابة سمراء، أو كيف ما تحبون أن تقولوا سوداء، أو عبدة. هل الله خلقنا سودا حتى يعذبنا، أو أنه ابتلاء؟
لماذا خلقنا سودا، وجعل الناس تكرهنا، ويقولون عنا بشعين؟
هل لو طلبت الموت، أو انتحرت يكون حلالا؟ قرأت أن في بعض الحالات يغفر الله لعبده إن انتحر. هل هذا صحيح؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلون البشرة لا يؤثر في منزلة العبد عند ربه تعالى، ولا عند الصالحين من عباد الله، وليس يوزن الناس بأشكالهم، ولا صورهم، فالله لا ينظر إلى صور العباد، ولكن ينظر إلى قلوبهم، وإنما يتفاضل الناس بتقوى الله تعالى، كما قال جل اسمه: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {الحجرات:13}، .
وقد روى أحمد في مسنده عن أَبِي نَضْرَةٍ قَالَ: «حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ خُطْبَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَأَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، وَلَا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ إِلَّا بِالتَّقْوَى، أَبَلَّغْتُ؟.
والنصوص في هذا المعنى كثيرة، فلا يحتقر الإنسان لأجل لونه، أو يكرهه لسمرته، أو غير ذلك إلا منقوص الحظ من الدين والعقل، ومن ثم فعليك أن تعتزي بما خلقك الله عليه من الهيئة، وأن تعلمي أن تلك الهيئة لا تضرك عنده تعالى شيئا، وأنك أكرم وأفضل من آلاف ممن يظنون أنهم أجمل منك، إذا أنت اتقيت الله تبارك وتعالى، وعملت بطاعته، وإنما فاوت الله بين الناس في الألوان والأشكال لما له في ذلك من الحكمة البالغة.
وعلى المؤمن أن يرضى بحظه وقسمه، وأن يعمل جهده بطاعة الله تعالى، ويحرص على التقرب إليه، ففي ذلك النجاة كل النجاة.
وأما الفكرة في الانتحار، فهي فكرة شيطانية، يريد بها الشيطان أن يحرمك خير الدنيا والآخرة، فإياك وهذا الفكر، فإنك بذلك تسخطين ربك تبارك وتعالى، وتتعرضين لغضبه، وغضبه سبحانه لا تقوم له السماوات والأرض.
وراجعي الفتوى : 10397.
والله أعلم.