تجنب الطريق السقيمة التي تؤدي إلى نفوس غير سويّة ولا سليمة (3) - أم هانئ
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
(3)- الكذب اللازم والصدق الآثم..هل يصدق المسلم ويأثم؟
- نعم.
وكيف؟
- إذا أدى الصدق إلى مفسدة، وقطيعة لذات البين مؤكدة: فالنمام صادق في نقله؛ يأثم على مايترتب من مفسدة بفعله.
فإذا سلمنا بصحة هذه المقدمة معنىً وكلامًِا، أصبح العمل بمقتضاها واجبًا ولزامًا.
كم رأينا من نفوس خربة؛ سببها عدم مراعاة تلكم الكلمة: فبعض من طُلقن من الأمهات يتفنن في استيفاء حظهن من غلّ من الأولاد، وكذلك يفعل بعض الرجال، يصب سخطه منها على الصغار، فكلا المطلقين كفرسي رهان، يتباريان في تشويه بعضهما أمام العيان!!
وإذا أعلنتَ عليهما اللوم والعتاب، تصايح كلٌ منهما بأنه صادق غير كذاب!!
وفي ظلمة الليل وأطراف النهار: تظل الأم تذكر مساوئ الأب الفاسد الغدّار، تقص عليهم كيف ظلمها وإياهم!، وما افتراه عليها وعليهم!، وما فعله بها وبهم!، وعن ظلمه لها ولهم!، وعن بعده وهجرهم!، وعن تقصيره في حقها وحقهم!، وعن بغضه لكلهم!! لا تألو جهدا في هدمه كمثل لهم، تصوره قدوة مشوهة في نفوسهم، يسعدها أن تبغّض إليهم أباهم، غير عالمة أنها تخرّب عليهم أُخراهم ودنياهم!!
فإن سلمنا بصدقها في كل ما ادعته بقولها، فهي -إن شاء الله- آثمة، لمفسدة كبرى فعلتها جاهلة كانت أم عالمة!!
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟»قالوا: بلى، قال: «صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة».
(رواه الترمذي (2509) وقال: " هذا حديث صحيح) ، ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين».
وفي الصحيحين من حديث أم كلثوم بنت عقبة- رضي الله عنها -أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا ويقول خيراً» رواه البخاري (2546) ومسلم (2605).
فكيف بأم لا تراعي نفوس صغارها، بل وتحملهم تبعة من تظنه ربما ظلها!!
وكيف بأب يظلم صغاره تشفيًا وتنفيسا لغيظه!!
ألا فلتتقوا الله في نفوس خربتموها ظلما وعدوانا، ولنضع نصب أعينا القيامة .
همسة في أذنها:
حين تكذبين على الصغار بالثناء الكاذب للإصلاح، فأنت لا تطوقين الآخر بالجميل والفلاح، بل تهدين صغارك لأقوم وأصح السبيل إلى نفوس سلامة من الخرب.
يتبع...