عنوان الفتوى : الواجب قضاء الصوم بعدد أيام ما أفطر
السؤال
أنا تكاسلت عن قضاء أيام من رمضان في عام 2018. فما الواجب عليَّ فعله؟ هل أقضي الأيام فقط كالمعتاد؟ هناك من يقول إنه يجب قضاء الأيام بالضعف. مثلا إن كانت خمسة أيام، فالقضاء يصبح عشرة. هل هذا صحيح؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان تأخيرك لقضاء رمضان بسبب الكسل, وليس عجزا, فأنتِ آثمة, وعليك المبادرة بالتوبة إلى الله تعالى, ولا تعودي لمثل هذا الأمر, فإذا كانت أيام القضاء خمسة, فاقضي خمسة أيام فقط، وأخرجي فدية عن كل يوم. أما مضاعفة القضاء بعشرة أيام مثلا، فلا قائل به.
قال ابن قدامة في المغني: ولا يجوز له تأخير القضاء إلى رمضان آخر من غير عذر؛ لأن عائشة -رضي الله عنها- لم تؤخره إلى ذلك، ولو أمكنها لأخرته، ولأن الصوم عبادة متكررة، فلم يجز تأخير الأولى عن الثانية، كالصلوات المفروضة. فإن أخره عن رمضان آخر نظرنا؛ فإن كان لعذر فليس عليه إلا القضاء، وإن كان لغير عذر، فعليه مع القضاء إطعام مسكين لكل يوم. فإن أخره لغير عذر حتى أدركه رمضانان أو أكثر، لم يكن عليه أكثر من فدية مع القضاء؛ لأن كثرة التأخير لا يزداد بها الواجب، كما لو أخر الحج الواجب سنين، لم يكن عليه أكثر من فعله. اهـ باختصار
وقال القرطبي عند تفسير قوله تعالى: وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {البقرة:185}:
وقوله:" فعدة" يقتضي استيفاء عدد ما أفطر فيه، ولا شك أنه لو أفطر بعض رمضان وجب قضاء ما أفطر بعده بعدده.
وقال أيضا: فمتى أتى بيوم تام بدلا عما أفطره في قضاء رمضان، فقد أتى بالواجب عليه، ولا يجب عليه غير ذلك، والله أعلم. اهـ
وقال ابن عاشور في التحرير والتنوير: وإنما قال تعالى: فعدة من أيام أخر ولم يقل: فصيام أيام أخر، تنصيصا على وجوب صوم أيام بعدد أيام الفطر في المرض والسفر؛ إذ العدد لا يكون إلا على مقدار مماثل. اهـ
والله أعلم.