عنوان الفتوى : الترهيب من الذهاب للكنيسة لطلب تسهيل الإنجاب
السؤال
عندي مشكلة في الحمل، وحملت مرتين، وأجهضت، وأنا متزوجة من أربع سنين، أنا متوكلة على الله، ومنتظرة كرمه. المشكلة أن زوجي سمع من عدة أشخاص أن زيارة كنيسة ماري جرجس تسهل موضوع الحمل، ووصل به الأمر أنه يريد أن نذهب إلى الكنيسة، ونأخذ زَيْتًا من هناك، بناءً على تجارب أصحابه، على الرغم من أن زوجي يحافظ على الصلاة في وقتها، لكنه يبرر ذلك بأننا عملنا كل شيء، وهو يشتاق إلى الولد جدًّا. أنا محتارة جدًّا، وأريد أن أعرف حكم الإسلام في هذا الأمر.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنعيذكم بالله تعالى من فعل ذلك، والاعتماد عليه، أو اللجوء إليه، فإن ذلك شبيه بالذهاب للسحرة والكهان والدجالين، وفيه من الوسائل الشركية المنكرة ما يتنزه عنه المؤمن.
وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء هذا السؤال: لنا جار في المسكن له امرأة أصابها مرض الصرع، وذهب بها زوجها إلى أكثر من طبيبة وطبيب لعلاجها، ولكن الله لم يرد شفاءها، فنصحه بعض العامة من جهلة المسلمين بالذهاب بها إلى الكنيسة، بدعوى أنها بداخلها شيطان، ولا بد أن يخرجه قسيس، نرجو توجيه نصيحة إلى هذا الرجل بعدم فعل ذلك، وبيان حكمه في حالة ذهابه إلى الكنيسة، وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه.
فأجابت: على ولي أمر هذه المريضة أن يستمر في التردد بها إلى الأطباء المتخصصين في هذا المرض في المستشفى ونحوه لعلاجها، فإن العلاج قد يطول تبعا لتمكن المرض وشدته، ولا يتعجل الأمور، وعليه أن يعالجها بالرقية الشرعية بتلاوة آيات وسور من القرآن عليها، مثل قراءة: سورة الفاتحة، و (قل هو الله أحد) ، والمعوذتين، وتلاوتها آية الكرسي عندما تضطجع في فراشها للنوم، وتذكر الله تعالى صباحا فتقول: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات، وتقول ذلك مساء ثلاث مرات أيضا، وتعوذ نفسها بكلمات الله التامة فتقول: (أعيذ نفسي بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ، ويرقيها بذلك بعض محارمها أو زوجها ... إلى غير ذلك من الأذكار الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتجدون ذلك في كتاب (الكلم الطيب) لابن تيمية، وكتاب (الوابل الصيب) لابن القيم، وكتاب (الأذكار) للنووي، وكتاب (زاد المعاد) لابن القيم.
وليحذروا من الذهاب إلى الكنيسة أو القسيس؛ ليخرج منها ما يدعونه من الشيطان، فإنها معبد النصارى، والقسيس كافر، ورقيته إياها إنما بالرقى الشركية والتعويذات الشيطانية، وهذا من الكهانة والشرك، فليحذر المسلم من ذلك الضلال، وفي العلاج عند الأطباء، وفي الرقية الشرعية بالقرآن والسنة النبوية غنية عن الرقى الشركية الشيطانية. اهـ.
ونسأل الله تعالى أن يوفقكم لما فيه خيركم وصلاحكم، وأن يهب لكم من الذرية ما تقر به أعينكم.
والله أعلم.