عنوان الفتوى : استجابة دعاء التائب من الذنب

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر عشرين عامًا، قمت بخطأ فادح، وأنا أشعر بندم شديد، فهل عندما أدعو الله يستجيب لي، ويغفر لي؟ ومعصيتي هي أن خطيبي قام بتفريغ المني فوق الدبر، وشعرت بخوف من تسرب السائل المنوي للمهبل، رغم أنني عذراء، فهل يحدث حمل؟
شكرًا، وأحتاج دعواتكم للهداية، نسأل الله أن يثبتني على دينه.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

   فالواجب عليك المبادرة إلى التوبة النصوح، وهي المستوفية لشروطها، والتي سبق بيانها في الفتوى: 29785.

والله تعالى يحب من عباده أن يتوبوا إليه، وهو قد رغب في التوبة، وندب إليها، وأخبر أنه يحب التوابين، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ {التحريم:8}، وقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ {البقرة:222}.

وروى الترمذي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله: يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني؛ غفرت لك على ما كان فيك، ولا أبالي. يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني؛ غفرت لك، ولا أبالي. يا ابن آدم، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا؛ لأتيتك بقرابها مغفرة.

فثقي بربك، وأحسني الظن به، فهو عند ظن عبده به.

 والتائب من الذنب تزيده توبته قربًا من الله تعالى، فإن دعا فيرجى أن يكون ذلك من أسباب إجابة دعائه.

ويمكنه أن يجعل هذه التوبة وسيلة بين يدي الدعاء، فهذا من التوسل بالعمل الصالح، وهو من التوسل المشروع، ولمزيد الفائدة، يمكنك مطالعة الفتوى: 4416.

وننبهك إلى أن خاطبك هذا أجنبي عنك، فلا يجوز لك التساهل في التعامل معه بالخلوة به، أو الخروج معه في نزهة، أو الانبساط في الكلام معه، ونحو ذلك من دواعي الفتنة، أحرى ما فوق ذلك، قال الشيخ ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب: المخطوبة أجنبيةٌ من الخاطب، لا فرق بينها وبين من لم تكن خطيبة؛ حتى يعقد عليها.

وعلى هذا؛ فلا يجوز للخاطب أن يتحدث مع المخطوبة، أو أن يتصل بها إلا بالقدر الذي أباحه الشرع ... ولا يحل. يقول بعض الخاطبين: إنني أحدثها من أجل أن أفهم عن حالها، وأفهمها عن حالي. فيقال: ما دمت قد أقدمت على الخطبة، فإنك لم تقدم إلا وقد عرفت الشيء الكثير من حالها، ولم تقبل هي إلا وقد عرفت الشيء الكثير عن حالك، فلا حاجة إلى المكالمة بالهاتف، والغالب أن المكالمة بالهاتف للخطيبة لا تخلو من شهوةٍ، أو تمتع شهوة، يعني شهوة جنسية، أو تمتع، يعني تلذذ بمخاطبتها، أو مكالمتها، وهي لا تحل له الآن حتى يتمتع بمخاطبتها، أو يتلذذ. اهـ.

وإمكانية الحمل في مثل هذه الحالة من عدمها، يسأل عنها أهل الاختصاص من الأطباء، ويمكنك الكتابة لقسم الاستشارات بموقعنا.

ونرجو أن لا يحدث من ذلك حمل.

ونوصيك بسؤال الله العفو والعافية من كل بلاء.

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
هل يستجيب الله دعاء قاطع الرحم؟ وإذا لم يستجب فهل يترك الدعاء؟
يدعو بالشفاء ولا يجد الإجابة
هل معنى تخصيص أوقات وأحوال بإجابة الدعاء الجزم بتحقق ما طلبه الداعي؟
المذموم من ترك الدعاء، ومعنى إجابة الدعاء
هل يستجاب الدعاء بالإثم دون وجه حق؟
هل يحرم من إجابة الدعاء من ينوي التخلص من المال الحرام؟
حسن الظن بالله بإجابة الدعاء
هل يستجيب الله دعاء قاطع الرحم؟ وإذا لم يستجب فهل يترك الدعاء؟
يدعو بالشفاء ولا يجد الإجابة
هل معنى تخصيص أوقات وأحوال بإجابة الدعاء الجزم بتحقق ما طلبه الداعي؟
المذموم من ترك الدعاء، ومعنى إجابة الدعاء
هل يستجاب الدعاء بالإثم دون وجه حق؟
هل يحرم من إجابة الدعاء من ينوي التخلص من المال الحرام؟
حسن الظن بالله بإجابة الدعاء