عنوان الفتوى : حق الأم باق وإن تجانفت الإثم
أمي تعمل الفاحشة مع رجل أخر وأبي لا يتكلم معها منذ 4 سنوات، ولا أنا أيضا، وأخشى أن ينتهي هذا بالطلاق، ماذا أفعل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالذي تفعله أمك هو إحدى الكبائر الشنيعة البغيضة عند الله، قال الله تعالى: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً [الإسراء:32]. وروى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن... الحديث متفق عليه. وقد جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم التي قصها على الصحابة الكرام : فانطلقنا فأتينا على مثل التنور قال وأحسب أنه كان يقول فإذا فيه لغط وأصوات قال فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا ، وفي آخر الحديث سأل عنهم صلى الله عليه وسلم فقيل: وأما الرجال والنساء العراة الذين في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني. رواه البخاري.
وأمر الزنا فظيع وعظيم عند الله تعالى، وأحرى أن تكون الفاعلة لذلك ذات زوج، فإن حد الزانية المحصنة هو الرجم -أي الرمي بالحجارة حتى الموت- والذي عليك أن تبادر إلى فعله هو نصيحة أمك ووعظها وتذكيرها بعذاب الله، وبفظاعة ما هي فيه من ارتكاب الفواحش وعصيان الزوج، وأنها إن تابت تاب الله عليها، قال الله تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى [طـه:82]. ثم عليك بالستر عليها وببرها في ما لا يؤدي إلى المعصية، فإن حقها كأم باقٍ رغم ما هي فيه من الآثام، وتب إلى الله من القطيعة التي ذكرت أنك فيها معها منذ أربع سنين، ثم إذا بقيت على ماهي فيه المعصية وأصرت على ذلك فخير لأبيك أن يطلقها، إذ لا يؤمن أن تفسد عليه أولاده وبناته وتربيهم جميعاً على الفاحشة. والله أعلم.