عنوان الفتوى : إذا كان لا يسمع الإمام لصمم أو بعد فهل يقرأ سورة بعد الفاتحة؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أحد أصدقائي معاق في السمع، ولهذا في الصلاة خلف الإمام لا يسمع ما يقرأه الإمام، فسأل: بما أنني أعاني من إعاقة في السمع، ولا أستطيع سماع ما يقرأه الإمام، فهل أستطيع أن أقرأ بعد الفاتحة سورة أخرى عندما يقرأ الإمام القرآن بصوت مرتفع في صلاة المغرب والعشاء والفجر؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله.

يلزم المأموم قراءة الفاتحة في الصلاة السرية والجهرية، على الراجح من كلام الفقهاء.

وينظر: جواب السؤال رقم: (10995). 

وقراءة الفاتحة مستثناة من الأمر بالإنصات عند قراءة الإمام في الصلوات الجهرية.

ويكره للمأموم أن يقرأ سورة فيما يجهر فيه الإمام بالقراءة؛ لما روى أحمد (9438)، والنسائي (921)، وابن ماجه (846) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا، وَإِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ).

والحديث صححه الإمام مسلم حين سئل عنه. قال: " هُوَ عِنْدِي صَحِيحٌ .

فقيل: لِمَ لَمْ تَضَعْهُ هَا هُنَا؟

قَالَ: لَيْسَ كُلُّ شَيْءٍ عِنْدِي صَحِيحٍ وَضَعْتُهُ هَا هُنَا، إِنَّمَا وَضَعْتُ هَا هُنَا مَا أَجْمَعُوا عَلَيْهِ". "صحيح مسلم" تحت الحديث رقم (404).

ولقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تَفْعَلُوا إِلا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، فَإِنَّهُ لا صَلاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِهَا) رواه أبو داود (823).

قال النووي رحمه الله في "المجموع" (3/167): " ويكره للمأموم قراءة ما زاد على الفاتحة في صلاة جهرية إذا سمع قراءة الإمام" انتهى.

وهذا إذا كان يسمع قراءة الإمام.

فإن كان لا يسمع قراءته، فإنه يستحب له أن يقرأ السورة في الأصح.

قال النووي رحمه الله: "لا خلاف أن المأموم لا يشرع له قراةء السورة في الجهرية إذا سمع قراءة الإمام.

ولو جهر ولم يسمعه، لبعده، أو صممه: فوجهان، أصحهما: يستحب قراءة السورة، وبه قطع العراقيون أو جمهورهم؛ إذ لا معنى لسكوته.

والثانى: لا يقرؤها، حكاه الخراسانيون" انتهى من "المجموع" (3/386).

وعليه؛ فإذا كنت لا تسمع قراءة الإمام، فإنه يستحب أن تقرأ سورة بعد الفاتحة في الصلاة الجهرية، وأما الفاتحة فواجبة.

وسواء كان يقرأ الفاتحة، أو سورة بعدها؛ فيتأكد عليه أن يراعي من حوله، فلا يشوش عليهم بقراءته وهم يسمعون الإمام، بل يقرأ بتحريك لسانه فقط، ولا يخرج صوتا يسمعه من حوله.

والله أعلم