عنوان الفتوى : طلب من امرأته البقاء في البيت مع أمه فذهبت لبيت أهلها
السؤال
أنا متزوج منذ ستة شهور، ولكن منذ زواجي وأنا في مشاكل مع زوجتي، هي تريد أن تبقى في شقتها دائما، ولا تريد أن تنزل لأمي أبدا، مع العلم أن أمي سيدة مريضة جدا، وعندما سافرت إلى السعودية طلبت منها أن تبقى في بيتي، وأن تجلس مع أمي لحين أعمل لها زيارة عائلية، فرفضت رفضًا قاطعًا، وذهبت لبيت أبيها، وعندما تحدثت مع أبيها لم يرض برجوع زوجتي إلى بيتها، وحاولت الحديث معها للرجوع إلى بيتها، ولكن دون جدوي نهائيا، بل بالعكس وجدت منها حدة في الرد، وقالت لي: إنها ليست خدامة لأمي، ومن كلامها تُكِنَّ كل الكراهية لأمي. وأنا لا أريد أن تغضب مني أمي. ما رأي سيادتكم في هذا الموضوع. أفيدوني فيه، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فينبغي للزوجة أن تكرم أمَّ زوجها ما أمكنها ذلك، فإنه إكرام منها لزوجها، ومن حسن معاشرتها له، وتقوى به العلاقة بينهما، وتكتسب به محبته، وسبق بيان ذلك في الفتوى: 44726.
وكذلك الحال بالنسبة لخدمتها أمه، فهو خدمة منها لزوجها، وإكرام له، هذا مع العلم بأنها لا يلزمها شرعا أن تخدم أم زوجها، وليس للزوج أن يجبرها على ذلك.
وخروجها من البيت إن كان بغير إذنك، ولم يكن لها فيه مسوغ شرعي، أمر محرم ونوع من النشوز. وإن كان بيتها مستقلا بمرافقه، وتأمن فيه على نفسها من أي ضرر، وجب عليها طاعتك والرجوع إليه، ولا يجوز لأبيها منعها من ذلك.
وإن من أعظم المنكرات إفساد المرأة على زوجها، كما في الحديث الذي رواه أبو داود في السنن عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خَبَّبَ امرأة على زوجها.....الحديث.
فنوصي بأن تنتدب بعض العقلاء من أهلك ليجلسوا إلى زوجتك وأبيها؛ ليتحدثوا إليها في ضوء ما جاء به الشرع، وما تقتضيه مصلحة الأسرة واستقرارها.
وإن غضبت عليك أمك في أمر لا يَدَ لك فيه، فلا تلحقك تبعته، ولكن اعمل على إرضائها بما يمكنك، واجتهد في التوفيق بينها وبين زوجتك، إن كان هنالك شيء من سوء التفاهم بينهما.
والله أعلم.