عنوان الفتوى : منزلة أطفال المسلمين الذين ماتوا قبل البلوغ
توفيت أمي -رحمها الله- قبل شهرين بحادث سيارة، وتوفي معها ابنتا أختي؛ إحداهما بعمر ثماني سنوات، والأخرى سبع، وتوفي أيضًا ابن أختي الأخرى، وعمره سنتان. وقد سمعت أن الموت باصطدام سيارة يعتبر من الموت بالهدم. فهل تعتبر أمي شهيدة؟ وهل تلتقي روحها مع أرواح الأطفال في البرزخ؟ علمًا أنها بالإضافة إلى التزامها بالصلوات الخمس، وصومها رمضان، فهي حريصة على قيام الليل، وصلاة الضحى، وصوم الخميس من كل أسبوع، وقد أدت العمرة قبل سنتين، وحدث الحادث أثناء عودتها من عيادة خالتي المريضة.
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فنقول ابتداءً: أعظم الله أجركم في مصابكم، وغفر لموتاكم، وأسكنهم جنته.
وقد سبق أن بيَّنا في فتاوى سابقة أن الميت بحادث سير ترجى له الشهادة؛ لأنه كالميت بالهدم؛ كما في الفتوى: 225982.
كما بيَّنا سابقا أيضًا أن أرواح الأموات تلتقي في البرزخ. وانظري الفتوى: 105362. والفتاوى المحال عليها فيها.
وأطفال المسلمين الذين ماتوا قبل البلوغ في الجنة، وفي كفالة إبراهيم -عليه السلام-، كما جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة.
ومن تلك الأحاديث ما رواه مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي حَسَّانَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: إِنَّهُ قَدْ مَاتَ لِيَ ابْنَانِ، فَمَا أَنْتَ مُحَدِّثِي عَنْ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِحَدِيثٍ تُطَيِّبُ بِهِ أَنْفُسَنَا عَنْ مَوْتَانَا؟ قَالَ: قَالَ: نَعَمْ. صِغَارُهُمْ دَعَامِيصُ الْجَنَّةِ ـ أي صغار أهلها ـ يَتَلَقَّى أَحَدُهُمْ أَبَاهُ ـ أَوْ قَالَ أَبَوَيْهِ ـ فَيَأْخُذُ بِثَوْبِهِ ـ أَوْ قَالَ بِيَدِهِ ـ كَمَا آخُذُ أَنَا بِصَنِفَةِ ثَوْبِكَ هَذَا، فَلَا يَتَنَاهَى ـ أَوْ قَالَ: فَلَا يَنْتَهِي ـ حَتَّى يُدْخِلَهُ اللهُ وَأَبَاهُ الْجَنَّةَ. اهــ
وانظر المزيد عنهم في الفتوى: 61827.
والله تعالى أعلم.