الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فظاهر الأحاديث يدل على أن جبريل عليه السلام لم يفارق النبي صلى الله عليه وسلم في عروجه لحظة واحدة، يفهم هذا جلياً من سياق أحاديث الإسراء، ومنها ما رواه البخاري عن أبي ذر رضي الله عنه، وفيه: ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام. لكن ذكر بعض أهل العلم آثاراً -لم نقف على سند لها- تفيد أن جبريل فارق النبي صلى الله عليه وسلم عند سدرة المنتهى، ومن ذلك ما نقله النووي عن القاضي عياض أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فارقني جبريل وانقطعت عني الأصوات ، ومنها كذلك ما حكاه ابن عاشور في تفسيره عن مقاتل في قوله تعالى: وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ[الصافات:164]. والله أعلم.