عنوان الفتوى : أمور تفسد وتدمر الحياة الزوجية
أنا وزوجتي نعيش في الخليج لطلب الرزق بعد أن أهلكت الحرب بلدنا، تزوجنا من سنة ونصف، وزوجتي بنت وحيدة لأمها التي خالعت زوجها لأسباب لا أعلمها، بعد أنا أنجبا زوجتي وأخاها. أنا وزوجتي نحب بعضنا، ومتفقون على أغلب الأمور، ونعيش في بيت جميل بمستوى ممتاز، والحمد لله. ولكن أم زوجتي تتدخل في شؤوننا كثيرا، يوميا ثلاث مكالمات بحجة أنها ابنتها الوحيدة، وبالغربة؛ مما يؤثر على علاقتنا أحيانا؛ لما تحمله من أفكار مبنية على تجاربها مع زوجها، وزرع الشكوك والأفكار الناتجة عن البيئة العائلية غير السليمة التي تفتقد لأب حازم. أنا وزوجتي كأي زوجين حديثي العهد، نستكشف حياتنا الخاصة التي نسعى أن تكون سعيدة، ونحقق أهدافنا سويا، مع وجود بعض الخلافات التي تحصل بيننا، ونحاول إصلاحها بيننا. تزوجنا قبل أن تتم زوجتي دراستها، وكنت أرسلها في كل موعد امتحانات لبلدنا، وتمكث فترة ليست بقصيرة حتى تتخرج، وقد سافرت ثلاث مرات بمعدل 9 شهور في بلدها، و 8 شهور معي؛ مما يزعجني لبقائي وحيدا فترة طويلة، وما زلنا عرسان جدد. وقد وكلت أمها لإنهاء أوراق الخدمة العسكرية الخاصة بي؛ لأتمكن من زيارة بلدي، وأرسلت مع زوجتي النقود منذ سنة، وهي كل ما جمعته من نقود، واستغرق الأمر وقتا طويلا معها لأسباب غير منطقية، ولم تنه ما بدأت به بحجة أن هناك توقيعا يجب أن تقوم به الزوجة. وهو أمر غير منطقي وغير قانوني. استجبت لها، وأرسلت زوجتي وهي حامل بالشهر السادس؛ لكي ترى أمها، وتنهي الأوراق، وتعود وتلد عندي، وأكون معها لأفرح بابننا الأول، وسافرت وأنا أتابعها، وأسالها عن المعاملة بعد أن اقترب موعد عودتها، ولم تتم، فتحدثت مع أمها، وتفاجأت من الرد حيث قالت: أريد أن أحفظ حقوق ابنتي: ولكي أدفع لك هذا المبلغ يجب عليك أن تقوم بالشروط التالية، وتوثقها بالمحكمة: 1- أن تدفع المقدم والمؤخر لابنتي كاملا(مع العلم أنه حسب ما جاء بالعقد يدفع المؤخر عند الفراق أو الطلاق) 2- أن تعامل زوجتك بحسن الخلق وعدم الشتم. 3- أن تعطيها راتبا شهريا دون أن تتدخل به: علما أني أصرف كل ما أملك كل شهر لإسعادها. 4- كل خمسة شهور يجب عليك أن ترسلها إلى بلدها لتمكث شهرا، مع العلم أني كلما أرسلها تمكث شهرين إلى ستة أشهر. 5- أن تسجل في الجامعة لتكمل دراستها، وأن أرسلها لبلدها في موسم الامتحانات كل فصل. 6- سكن منفصل عن الأهل؛ علما أن بيتنا واسع، وأبي جاء مؤخرا يسعى لطلب الرزق؛ خصوصا في ظروفنا. وأرى هذه الشروط مجحفة بحق أي أسرة جديدة، والزوجان خاسران، وشخصية الأم تمسح شخصية البنت، حتى بدأت تردد نفس الشروط، وأنا أكلمها دون وعي أو فهم، وهي تبلغ من العمر 24 عاما، وترفض العودة إليّ بحجة أنها تعاني نزيفا، وتبين لاحقا أنها حجة فقط لإلغاء موعد السفر والولادة عند أمها. وأنا كل يوم أبيت فيه وحيدا بدون أي سبب منطقي وبشروط مجحفة أكون أكثر غضبا من زوجتي، ومن تقليدها الأعمى الذي يسعى لهدم كل ما بدأنا به. ماذا أفعل؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصحك به أن تتفاهم مع زوجتك، وتبين لها وجوب طاعتها لك في المعروف، وأنّ طاعتها لك مقدمة على طاعة أمّها، وحقّك عليها آكد من حقّ أمّها عليها، وأنّ مجاراتها لأمّها وانسياقها معها فيما يفسد العلاقة الزوجية ليس من الشرع، ولا من الحكمة، وأنّها إذا هدمت بيتها فهي أول الخاسرين.
وبخصوص الشروط التي ذكرتها أمّها، فإن عليك أن تؤدي لها مقدم المهر إن كنت لم تؤده، وعليك أن تحسن عشرتها، وتعاملها بخلق حسن، وتجتنب الشتم والإساءة بالقول أوالفعل، ومن حقّها أن تسكنها في مسكن مستقل مناسب، وتنفق عليها بالمعروف، وليس من الواجب عليك أن تعطيها راتباً شهرياً، أو ترسلها لبلدها كل خمسة أشهر.
فإن رجعت زوجتك، فعاشرها بالمعروف، ويجوز لك أن تمنعها من زيارة أمّها إذا خشيت إفسادها عليك، وراجع الفتوى رقم: 299581، والفتوى رقم: 253414.
وإذا لم ترجع زوجتك، فنصيحتنا أن يتدخل بعض العقلاء من الأهل أو غيرهم من الصالحين ليصلحوا بينكما.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.