عنوان الفتوى : يستأنس بالرؤيا الصالحة
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله لدي صديقة كلما تنام وترى حلما في المنام تسأل أو تبحث في الإنترنت عن مواقع تفسير الأحلام وتؤمن بما يكتب, وما رأيك في من يؤمن بالأبراج؟ هل في ذلك من إثم يقع؟ وشكرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قسم الرؤيا إلى ثلاثة أقسام، كما هو مفصل في الفتوى رقم: 4473. فلتنظر الأخت فيما تراه حتى تتبين من أي الأقسام المذكورة، وتطبق عليه ما ينبغي شرعا. لكن على الأخت المذكورة أن تعلم أن الرؤيا ليست دليلا شرعيا يعتمد، ولا تُبْنَى عليها الأحكام، كما هو معروف عند أهل العلم، فقد قال النووي في المجموع: لو كانت ليلة الثلاثين من شعبان ولم ير الناس الهلال، فرأى إنسان النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال له: الليلة أول رمضان، لم يصح الصوم بهذ المنام، لا لصاحب المنام ولا لغيره. انتهى. وقد يستأنس بالرؤيا، فيراها الشخص بشرى له يسر بها، أو تنبيها له من غفلة وقع فيها، كما حدث لعبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما: رأى في النوم رجلين ذهبا به فشاهد النار وأنها مطوية كطي البئر، ورأى فيها قوماً عرفهم، وآخرين لم يعرفهم، وجعل يستعيذ بالله تعالى منها، فعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الرؤيا، فقال: نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم الليل، فكان عبد الله لا ينام من الليل إلا قليلا. والحديث متفق عليه. فينبغي للأخت المذكورة أن لا تضيع وقتها في البحث عن هذه التفسيرات، وأن تحول اهتمامها إلى البحث عما يفيدها في أمور دينها ودنياها. أما ما يتعلق بالإيمان بالأبراج، فيرجع فيه إلى الفتوى رقم: 4045 وتراجع الفتوى: 27840. والله أعلم.