عنوان الفتوى : حل المشاكل التي تحدث في الخطبة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...قبل سنتين مثلي مثل أي أنسان قررت الزواج وخطبت قريبة لي , وبعد الخطبة بأسبوعين او ثلاثة بدأت المشاكل وكل يوم يمضي تزيد وزادت همومي حتى أصبحت طوال الوقت مهموماً وعندي قلق . ومن المشاكل كان شكي في سلوك خطيبتي والاعتراض تقريبا على كل تصرف تقوم به وحتى عندما كنت أخرج معها كنا نختلف وتحدث مشكلة , وبقي الوضع في ازدياد حتى بدأ الأهل من الطرفين يعلمون بهذه المشاكل , وبعد سنة ونصف أدى هذا الوضع الى فسخ عقد القران . والجدير بالذكر هنا أن أخاها الكبير كنت قبل الخطبة صديقاً عزيزاً وحميماً له على مدى أكثر من سنتين وهذا الأخ كان له ضلع في المشاكل . والآن وبعد أشهر من فسخ العقد ما زلت مهموماً جداً وخاصة أن الذي حدث عكس كل تخطيطي لهذه الخطوة , وهناك صراع داخلي بين طرفين : الأول ينفي أي خطأ من طرف خطيبتي . والثاني يؤكد أنها هي التي أخطأت وأني تركي لها خير. ولهذا فأنا إلى الآن لم أرتح ولم أهدأ وأنا تعبان جداً , وقبل أن أفسخ العقد واجهت خطيبتي بما أرى أنها تفعله فكان النفي الشديد وفي بعض الأحيان كانت تبكي وتقول ليس من أخلاقي أن أفعل هكذا حتى انني عندما ضغطت عليها كثيراُ أو أهددها بأنهاء العقد الذي بيننا كانت تؤذي نفسها , وعندما كادت تصل الامور الى الفرقة بيننا كانت تفعل اي شيء في سبيل عدم الوصول الى فسخ العقد ولم توفر اي جهد في هذا المجال . فانا الان تعبان جدا ومهموم وما زال الصراع يزيد شدة وقوة حتى أصبحت حياتي كلها محصورة في هذه المشكلة , وانا في حيرة كبيرة من امري ولا اعلم ماذا افعل وما هو هذا؟!!! فارجو النصح والارشاد واي شيء لمساعدتي وجزاكم الله عني وعن المسلمين جميعاكل خير وآسف للازعاج . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكلي تقدير وشكر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق في كل الأمور، وتفريج كل كرب والإلهام منه إلى الرشد والصواب . ثم إنه مما يظهر من حالك أنك لست على وفاق مع هذه الفتاة في الطباع وطريقة التفكير، ولعل هذا هو سبب كثرة الاختلاف بينكما، وقد جرت العادة أن التفاهم بين الزوج ومخطوبته يكون في أحسن أحواله قبيل الزواج، لما فيه من أجواء المجاملة وحرص كل طرف أن يظهر أمام الآخر بأحسن صورة، فإذا افتقدت هذه الروح في هذه الفترة الذهبية للعلاقات فهي أحرى أن تفقد فيما بعد عندما تذهب النشوة وتختفي الأحلام والآمال غير الواقعية في كثير من الأحيان، ثم إن فك الارتباط في هذه المرحلة إذا خيف عدم الوفاق أقل ضررا وأسلم عاقبة. فتأمل ذلك واحتكم إلى المنطق والعقل ، وشاور ذا رأي مجرب، وقبل ذلك وبعده استخر ربك واسأله الخيرة، ثم إن ظهر لك بعد كل هذا أن ما بينك وبين هذه الفتاة سيصلح إذا تزوجتها وتتمكن من القضاء على كل هذه المشاكل التي تقول إنها حدثت بينكما وتحدث مستقبلاً ، إذا كنت تأمل في ذلك فننصحك أن تتزوج بها وحاول أن تكون العلاقة بينكما بعد ذلك مبنية على التسامح والثقة ، والنصح والتوجيه منك بحكمة ورفق. وخاصة أنك ذكرت ما يقتضي أنها كانت تحبك وتحرص على ما يرضيك ، وتنفي وجود خطأ من طرفها حرصاً منها على علاقتها بك .
وإن كنت لا تأمل في ذلك ـ وهذا ظاهر سؤالك ـ فاترك التفكير في هذه الفتاة وما حصل بينكما ، واسأل الله تعالى أن يلهمك الصواب ، واستخره الاستخارة الشرعية ثم تقدم لغيرها بالخطبة وتزوجها لينتهي الموضوع وتحسم مادته ، وبقي أن ننبهك إلى أمر ربما تكون قد غفلت عنه بحكم العادة والعرف الجاري في بلدك ـ ربما ـ وهو أن مجرد الخطوبة لا يحل للخاطب شرعاً الخلوة بالخطيبة ولا تكرار رؤيتها إلا الرؤية الأولى التي شرع الله تعالى ، وإنما يجوز له ذلك إذا تم عقد القران بها . والله أعلم
والله أعلم .