عنوان الفتوى : معنى حديث: "كالراتع إلى جنب الزرع يوشك أن يمد فاه إليه لا يكاد أن يسلم الزرع منه"
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن ملاك الدين الورع، وهلاكه الطمع، وإن من حام حول الحمى، يوشك أن يقع فيه، كالراتع إلى جنب الزرع، يوشك أن يمد فاه إليه، لا يكاد أن يسلم الزرع منه"، ما معنى: "كالراتع إلى جنب الزرع، يوشك أن يمد فاه إليه، لا يكاد أن يسلم الزرع منه"؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلم نجد في كتب الحديث المعتمدة حديثًا بهذا السياق، وهذا اللفظ، وإنما الذي ورد في الصحيحين، وغيرهما، عن النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ -رضي الله عنهما-، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: الحَلاَلُ بَيِّنٌ، وَالحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى المُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ: كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ، أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلاَ إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ، أَلاَ وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً: إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ.
وعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مِلَاكُ الدِّينِ الْوَرِعُ. رواه البيهقي، والطبراني، وصححه الألباني في صَحِيح الْجَامِع.
أما اللفظ المذكور في السؤال، فقد جاء في كتاب: فتوح الغيب للشيخ عبد القادر الجيلاني بتحقيق: عاصم إبراهيم الكيالي الحسيني ص: 59 المقالة الخامسة والثلاثون في الورع، وهو ليس من المصادر المعتمدة في نقل الحديث.
أما معنى: (كالراتع إلى جنب الزرع، يوشك أن يمد فاه إليه، لا يكاد أن يسلم الزرع منه) فالمراد: أن البهيمة التي ترتع بجانب الزرع، لا بد أن تمد فاها إلى الزرع؛ لتأكل منه، ومن ثم؛ فالزرع لا يكاد يسلم منها، فكذلك من يقترب من محارم الله تعالى، قلما يسلم من الوقوع فيها.
والله أعلم.