الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: 

إن استحسان بعض أخلاق أهل الكفر، إن كانت تلك الأخلاق مما دعا إليه الإسلام، ورغب فيه، وحث عليه، فهذا مما لا حرج فيه، ولا ينبغي حبها لكونها من اعتقاد أهل تلك الملة، ولكن تحب لأن الله ورسوله أمرا بها، ولكونها مما يدعو إليه، ويرغب فيه ديننا، وإنما يكفر الشخص بحب العقائد الكفرية؛ لاستلزام ذلك تصحيح مذهب ودين غير المسلمين، وتنظر الفتوى رقم: 188921، وللفائدة حول كيفية معرفة انحراف من على غير ملة الإسلام تنظر الفتوى رقم: 123287.

على أن في كلامك ملاحظات، منها: أنك تحبين حب البوذية لكل الناس، وهذا خطأ؛ لأن الإسلام أمر بحب المؤمنين، وبغض الكافرين، والحب في الله، والبغض في الله، أوثق عرى الإيمان، فلا يجوز للمسلم أن يحب شرعًا من هو على غير دين الإسلام، ثم إن هذا الزعم باطل في نفسه، فليس القوم أهل سلام، ولا هم محبون للبشر جميعًا- كما زعمت-، ومذابح المسلمين في بورما أعظم شاهد بكذب هذه الدعاوى.

كما ننبهك إلى خطر الوساوس التي تدل أسئلتك الكثيرة على تمكنها منك، فعليك أن تدافعي الوساوس، وتسعي في التخلص منها.

والله أعلم.