الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن كان يقصد أن المرأة حبست عن زوجها بمعنى أنه لم يتمكن من جماعها، بسبب السحر، فإن أفضل علاج للسحر هو المحافظة على طاعة الله عز وجل، واجتناب محارمه. فإن الشيطان يضعف أمام الأعمال الصالحة. فالواجب المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها وعدم التهاون بها. وكذلك الإكثار من قراءة القرآن، وخاصة سورة البقرة؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: تعلموا سورة البقرة، فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة. أي السحرة. رواه أحمد. وقال صلى الله عليه وسلم: البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان. رواه مسلم وأحمد والنسائي والترمذي ، من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعًا. وعن ابن مسعود رضي الله عنه، مرفوعًا: إن الشيطان يفر من البيت الذي يسمع فيه سورة البقرة. رواه أبو عبيد والنسائي في عمل اليوم والليلة. وكذلك مما ينصح به لمن حبس عن أهله ما قاله ابن بطال في كتاب وهب بن منبه أنه يأخذ سبع ورقات من سدرٍ أخضرِ فيدقه بين حجرين ثم يضربه بالماء ويقرأ فيه آية الكرسي، والقواقل، ثم يحسو منه ثلاث حسوات، ثم يغتسل به، فيذهب عنه كل ما به، وهو جيد للرجل إذا حبس عن أهله. وكذلك ما رواه ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ليث بن أبي سليم رحمه الله، قال: بلغني أن هؤلاء الآيات شفاء من السحر بإذن الله، تُقرأ في إناء فيه ماء، ثم يُصَبُّ على رأس المسحور. الآية التي في سورة يونس: (فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ)[يونس:81، 82]، وقوله: (فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[الأعراف:118]، إلى آخر الآيات الأربع من سورة الأعراف. وقوله: (إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى)[طـه:69]. والحاصل: أن السحر سيزول بإذن الله تعالى بالقرآن والدعاء والأدوية المباحة. نسأل الله تعالى أن يشفي مرضى المسلمين. وإذا كان المقصود شيئا آخر فيرجى توضيحه. والله أعلم.