عنوان الفتوى : علاج وساوس الطهارة بالإعراض عنها وعدم الاسترسال معها
شكرا جزيلا على ردودكم السابقة. وقد تواصلت مع إحدى الأخصائيات النفسيات، والحمد لله تعافيت من الوسواس. ولكن لدي مشكلة: هناك أحدهم تبول على الأريكة، وفي وقتها كنت لا أعرف النجاسة وكيفية تنظيفها، ولم أكن أعاني من الوسواس. فصببت ماء عليها، ووضعتها أمام المدفأة، لا أعرف إذا كان الماء كافيا أم لا؟ وقامت أمي بغسل القماش، ولكنها لم تغسل القطن في الداخل وأحيانا يمكن أن يسقط كوب ماء عليها؛ فبالتالي سيدخل إلى القطن ويتنجس. أنا لا أجلس في هذه الغرفة، ولا أقعد على الأريكة. فهل علي إثم إذا كان المكان الذي أقعد فيه قد تنجس بسبب أحدهم في البيت؟ وهل صلاتي صحيحة؟ وشيء آخر: كي أريح نفسي كنت أقول لنفسي عندما أصلي: إن شرط الطهارة لدي عذر فيه وهو السلس، فإذا وُجِدت نجاسة علي، فصلاتي صحيحة، بسبب أن طهارتي معذورة فيها، رغم أنه لم تكن علي أي نجاسة، ولكن كنت أقول ذلك فقط كي أستريح من شعور أن كل شيء حولي نجس، وعلمت أن ذلك خطأ. فهل أثر هذا التفكير على صلاتي؟ جزاكم الله خيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيبدو أنك لم تتخلصي من الوساوس بصورة تامة، وعلى كل حال، فما دمتم قد طهرتم تلك الأريكة بصب الماء عليها؛ فقد طهرت ظاهرا وباطنا، وتنظر الفتوى رقم: 155409، ولا حرج عليك في الجلوس عليها ما دام الحال ما ذكرت.
وأفكارك المذكورة لا تؤثر على صحة صلاتك، وعليك بأن تستمري في مجاهدة الوساوس، والإعراض عنها؛ فإن هذا هو العلاج الوحيد لهذه الوساوس. وانظري الفتوى رقم: 134196.
والله أعلم.