عنوان الفتوى : ما يجزئ في النية في الصيام المتتابع
شيوخنا سؤالي كالآتي: كنت أصوم كفارة ظهار، وعندما وصلت اليوم السادس نسيت تبييت النية من الليل، وقبيل أذان الفجر ب 20 دقيقة عند تناول السحور، حصلت لي مشقة في تحديد النية هل أنوي صيام اليوم الذي أنا فيه، أم أنوي صيام يوم غد، وبقت مشتت الفكر، خصوصا وأن عندي وسواسا، وفي الأخير قلت: (أنا صائم) وتركت الأمر هكذا لم أحدد. فهل صيامي صحيح -وفقكم الله- وهل أعيد صيام الكفارة من البداية؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فدع عنك الوساوس ولا تبال بها، ولا تعرها اهتماما، ثم إن كنت نويت صيام الشهرين في أول صومك -كما هو الظاهر- فيجزئك صومك والحال ما ذكر، ولا تلزمك إعادته، وذلك لأن كثيرا من العلماء قد سهلوا في أمر النية، فرأوا أنه تجزئ في الصيام المتتابع نية واحدة من أول الصوم.
جاء في الموسوعة الفقهية: وذهب زفر ومالك -وهو رواية عن أحمد- أنه تكفي نية واحدة عن الشهر كله في أوله، كالصلاة. وكذلك في كل صوم متتابع، ككفارة الصوم والظهار، ما لم يقطعه، أو يكن على حالة يجوز له الفطر فيها، فيلزمه استئناف النية، وذلك لارتباط بعضها ببعض، وعدم جواز التفريق، فكفت نية واحدة. انتهى.
وإذ أنت مصاب بالوساوس، فيسعك الأخذ بهذا القول، على ما هو مبين في الفتوى رقم: 181305.
وأما على تقدير أنك لم تنو في أول الشهر، فالذي يتبين أن هذا الذي ذكرته ليس إلا محض وسوسة، فعليك أن تتجاهلها وتمضي في صومك، ولا تسترسل معها؛ لأن استرسالك مع هذه الوساوس يفضي بك إلى شر عظيم، وتنظر الفتوى رقم: 51601.
والله أعلم.