الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن أهل العلم اختلفوا في سماع الموتى ما يجري بعدهم من الأمور، وكان لكل فريق من الأدلة ما يكفي لتبرير مذهبه. وقد سبق تفصيل ذلك مع أدلته في الفتوى رقم: 4276. وأما عن سؤالك الثاني، فإن المتوفى يعرف أنه توفي بلا خلاف. وكيف لا وهو يشاهد الملائكة وعالم المغيبات إلى أن يُرى مقعده من الجنة أو النار وقد صح الخبر بأن مشاهداته تلك تبدأ قبل خروج روحه عن جسده. أخرج الإمام أحمد من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه، في حديث طويل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه، كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر... إلى أن قال: وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه.. إلى آخر الحديث. والله أعلم.