عنوان الفتوى : أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي
أنا شاب أبلغ من العمر 14 سنة، ولكنني في بعض الأيام لا أصلي الظهر خاصة والعصر في المسجد، وأتعذر بأنني لا أملك سيارة والمسجد بعيد والحر على أشده، فما حكم هذا؟ مشكورين.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإنا نحضك على مجاهدتك نفسك في الانضباط في حضور الجماعة، ولا سيما إن كنت تسمع النداء، ولتعلم أن الأجر على قدر المشقة؛ ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صلاة الجميع تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سوقه خمسًا وعشرين درجة، فإن أحدكم إذا توضأ فأحسن وأتى المسجد لا يريد إلا الصلاة لم يخطُ خطوة إلا رفعه الله بها درجة، وحط عنه خطيئة حتى يدخل المسجد، وإذا دخل المسجد كان في صلاة ما كانت تحبسه، وتصلي عليه الملائكة مادام في مجلسه الذي يصلي فيه: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه. ما لم يحدث فيه. وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أعظم الناس أجرًا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم. رواه مسلم. وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: كان رجل من الأنصار لا أعلم أحداً أبعد من المسجد منه، وكان لا تخطئه صلاة. فقيل له: لو اشتريت حمارًا تركبه في الظلماء وفي الرمضاء. قال: ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد، إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد جمع الله لك ذلك كله. رواه مسلم. وعن جابر رضي الله عنه قال: أراد بنو سلمة أن يتحولوا إلى قرب المسجد، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا بني سلمة: دياركم تكتب آثاركم رواه مسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات. قالوا: بلى يا رسول الله. قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط. رواه مسلم وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من خرج من بيته متطهرًا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم. رواه أبو داود. ولحكم الصلاة في الجماعة تراجع الفتوى رقم: 34242. والله أعلم.