عنوان الفتوى : الحكم بغير شرع الله بين الكفر الأكبر والكفر الأصغر
أولا السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته قال تعالى في محكم تنزيله: (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم) وقال تعالى: ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) هل يجوز التحاكم إلى غير كتاب الله؟ ونحن نعلم تمام العلم بأن جميع القوانين لدينا قوانين وضعية للأسف الشديد وندعي أنها دولة إسلامية متى نطلق على الدولة أنها إسلامية؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن التحاكم إلى شرع الله تعالى من لوازم الإيمان، كما قال الله تعالى: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً[النساء:65]. ويجب على العباد إفراد الله عز وجل بالتشريع كإفراده بالعبادة. قال الله تعالى: إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ[يوسف:40]. وقد حكم الله تعالى بالكفر على من حكم بغير ما أنزل الله، وحكم عليه بالكفر والظلم والفسق في آيات سورة المائدة وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ[المائدة:44]، وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ[المائدة:45]، وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ[المائدة:47]. وهذا الكفر متردد بين أن يكون كفرًا أصغر أو كفرًا أكبر، بحسب حال الحاكم، وهذا قد بيناه في فتاوى سابقة، فالتراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1808، 6572، 32864، 33662. والله أعلم.