عنوان الفتوى : وعد زوجته أن يلتحق بها ببلاد الغرب ثم بدا له البقاء في بلده
أنا مواطن مغربي قاطن بالمغرب وزوجتي مهاجرة مغربية تقطن بالديار الفرنسية، ومتزوج منذ عشرة أشهر: قلت لزوجتي قبل زواجي بها إنني سوف ألتحق بها للعيش معا في الديار الفرنسية بعد الزواج، ولم أف بوعدي، علما بأنها ألحت علي كثيرا بعدم قدرتها على العيش في المغرب قبل الزواج لأسباب أبرزها أنها تحب البقاء قرب أسرتها ومستوى العيش المميز في فرنسا وعدم قدرتها على العيش في بلد في طور النمو وليس كفرنسا البلد القوي اقتصاديا، ومن بين المشاكل التي تمنعني من الذهاب ارتباطي بعملي كمهندس والذي يمكنني من العيش في مستوي جيد ببلدي ـ والحمد لله ـ وصعوبة إيجاد عمل جيد إذا ذهبت للديار الفرنسية، والعنصرية والمعاملة غير الجيدة... وصعوبة أداء الصلاة في الأماكن العامة وأماكن العمل، وليس هناك قانون يسمح للمسلمين بالذهاب أثناء أوقات العمل لأداء صلاة الجمعة أو صلاة العيد، لهذا أفضل العيش في بلدي بلد المسلمين... وبعد عقد القران بحثت في الموضوع فاستنتجت أن المسلم يجب ألا يهاجر إلى بلاد المشركين... فهل يجب علي أن أفي بوعدي وألتحق بزوجتي في فرنسا؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد نص الفقهاء على أن المرأة يجب عليها أن تقيم حيث يقيم زوجها؛ إلا أن يمنع من ذلك عذر شرعي كعدم أمن الطريق، أو تكون قد اشترطت عليه أن لا يخرجها من بلدها، ويرجى مراجعة الفتويين رقم: 72117، رقم: 230407.
وإن كان الأمر مجرد وعد ـ وهو ما يبدو هنا ـ فالوعد لا يلزم الوفاء به في قول جمهور الفقهاء، كما بيناه في الفتوى رقم: 17057.
فإذا انضم إلى ذلك ما هو مذكور من مصالح شرعية يراد تحصيلها، ومفاسد يراد دفعها تأكد عدم اللزوم، فاجتهد في محاولة إقناع زوجتك في ضوء ما ذكرنا بالقدوم إلى بلدك والإقامة فيها، وذكرها بأن مصلحة حفظ الدين أولى من كل ما يمكن تحصيله من مصالح دنيوية في تلك البلاد، والسفر إلى بلاد الكفر فيه كثير من المخاطر والمفاسد على المسلم في دينه ودنياه، ومثله أو أولى منه الإقامة، ولذلك شدد العلماء في أمرها ومنعوا منها إلا لضرورة أو حاجة تقرب منها ويمكنك أن تطالع كلامهم بخصوصها في الفتوى رقم: 226333.
وانظر أيضا الفتوى رقم: 2007.
والله أعلم.