عنوان الفتوى : من توصيات المجلس الأوربي للإفتاء للجاليات المسلمة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أعيش في أوروبا منذ 3 سنين، وأنا ملتزم بديني والحمد لله. وتعبت من العيش بين الكفار والفساد، وخوفي من الله أن يحاسبني؛ لأني سكنت بين ظهراني المشركين، وأريد الخروج، ولكن المادة تعيقني تقريبا. يعني إذا ذهبت إلى بلد مسلم بدون مادة، فسوف أتعب، وأنا هنا أستطيع أخذ قروض من بنوك ربوية، وأشياء كثيرة. ويوجد مكتب يسمونه هنا مكتب التأمين، هذا المكتب يتكفل بكل شخص مقيم في البلد، وهذا أيضا مكتب ربوي بفظاعة، فهو يدفع للشخص الذي أشتري منه إذا لم أدفع، ويضيف عليه مبلغا ربويا. وبعث لي فاتورة، وأنا أريد أن آخذ، ونيتي عدم السداد. هل يجوز لي الأخذ ولا أسدد. أخي آسف، لقد أطلت عليكم.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فنسأل الله تعالى أن يفرج همك، وأن يكشف كربك، وأن يهيئ لك من أمرك رشدا.

وأما ما سألت عنه حول أخذ مال التأمين أو غيره، مع نية عدم سداده: فلا يجوز لك ذلك، ونيتك في الهجرة إلى بلد إسلامي، لا تبيح لك ذلك. وليس لك الدخول في معاملة محرمة كالتي ذكرت، وهي أن يسددوا عنك ثمن الأشياء التي تشتريها، ومن ثم يعودوا عليك بما دفعوا وزيادة؛ فهذا قرض ربوي محرم.

 وإذا كنت قد وقعت في شيء من ذلك؛ فاستغفر الله تعالى، وتب إليه. وسدد إلى تلك الجهة ما دفعته عنك. وأما الزيادة الربوية فلا يلزمك دفعها، لكن لو ألجئت إلى دفعها، فلا حرج حينئذ في دفعها؛ للضرورة.

وابحث عن سبل الكسب الحلال، سواء في تلك البلاد أو غيرها، ومن تحرى السبل المباحة وجدها -بإذن الله- وقد وعد الله المتقين بتيسير الأمر والرزق؛ فقال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3]. وقال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:4}.

وينبغي للمسلم أن يبرز محاسن دينه, ويجسد ذلك في سلوكه ومعاملاته مع إخوانه من المسلمين، ومع غيرهم, وفي ذلك دعوة لهم إلى هذا الدين العظيم.

وقد جاء في توصيات المجلس الأوربي للإفتاء، في دورته السابعة عشرة، ما يلي:

1. الالتزام بالقوانين الخاصة بحقوق المواطنة وواجباتها.

2. الالتزام بالقوانين واللوائح الموضوعة من قبل الجهات الرسمية.

3. العمل على تحسين صورة الإسلام والمسلمين، عن طريق الالتزام بقيم الإسلام ومبادئه العظيمة، وإقامة البرامج التي تعرف بالإسلام وقيمه الحضارية...إلخ.
  والله أعلم.