عنوان الفتوى : علامة المضي في الأمر أو تركه بعد الاستخارة
قامت إحدى صديقاتي بتقديم أحد زملائها لي؛ بغرض الزواج، فالتقينا ثلاثتنا حتى أتعرف عليه، ثم بقي يكلمني هاتفيا مدة شهرين، يسأل عن حالي دون تطرق مباشر للموضوع. فلم تتعد المكالمات دقيقة أو دقيقتين. خلال الشهر الأول صليت الاستخارة بشكل يومي، لكني أحسست بنفور نحوه، خاصة أن مستوانا متباعد، ولأنه لم يطرح الموضوع بشكل مباشر. فقررت الرفض، وتوقفت عن الرد على مكالماته في الأيام العشرة الأخيرة. فطلب من صديقتي أن تكلمني لألتقي به، ونحدد موعد الخطبة، فازداد نفوري منه؛ لأنه كان بإمكانه أن يطلب منها أن تكلمني لتحديد الموعد، وإخباره به دون حاجة للقائي. فأخبرتها أن نفسي تنفر منه، وأنني لا أثق به؛ لأنه لم يفعل شيئا إيجابيا لتوضيح الأمر. سؤالي هو: هل النفور يعد علامة عن نتيجة الاستخارة؟ فقد حاولت مرارا تهدئة نفسي والتفكير إيجابيا في هذا الشخص، وأن أرى محاسنه لكن دون جدوى. حتى أنني فكرت أنه ليس علي الرفض؛ لأني أبلغ 37 سنة، فزواجي متأخر جدا، وهو يبلغ 40 سنة، وغير متزوج من قبل. أرشدوني، جزاكم الله خيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اختلف أهل العلم فيما يعوّل عليه المستخير بعد الاستخارة، هل هو انشراح الصدر أو تيسّر الأمر؟ أم أنه يمضي في الأمر، ولا يتركه إلا أن يصرفه الله عنه؟ والراجح عندنا أن الإنسان يمضي في الأمر بعد الاستخارة، ولا يترك الأمر الذي استخار فيه إلا أن يصرفه الله عنه. وانظري التفصيل في الفتوى رقم: 123457.
وعليه، فلا مانع من قبولك هذا الخاطب إن رضيتيه زوجاً لك، ولا يمنعك من قبوله عدم انشراح الصدر له، وننبهك إلى أنّ التعارف واللقاء والمكالمة بين الشباب والفتيات، ولو كان بغرض الزواج، فهو باب شر وفساد، فينبغي الحذر من التهاون في هذا الباب.
وانظري الفتوى رقم: 110476، والفتوى رقم: 1932.
والله أعلم.