عنوان الفتوى : كل ما يؤدي لدوام رابطة الزواج يُراعَى عند الاختيار
انا شاب متدين أريد الزواج ولي زميلة متدينة إلى حد كبير وأنا أريد الزواج منها ولكني لا أتقبلها ولا أشعر تجاهها بأي شيء وأخشى أن أتزوجها ثم أندم على هذا الزواج فهل أتزوجها لتدينها فقط كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم وأنا لا أتقبلها مطلقاً أم أنتظر؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر باختيار ذات الدين والصلاح، وأرشد من استرشده إلى الظفر بها، فقال صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه. واللفظ لمسلم. فالرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن بين ما يقصده الناس ويرغبون فيه من صفات المرأة التي تدعوهم إلى الزواج بها، خص ذات الدين بالأمر بها. وقال في حديث آخر: الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة. رواه مسلم. وعليه فإنا نقول للسائل الكريم: المرأة الصالحة المتدينة مغنم كبير، وعون على الدنيا والآخرة، فمن ظفر بها فقد غنم. ومع هذا لا ننصح بالزواج من ذات الدين الخالية من ما يدعو إلى البقاء معها، إذا لم تكن للزوج فيها رغبة، وكان يعلم أن حياته الزوجية معها لن تستقر؛ وذلك لأن استقرار الحياة الزوجية واستمراريتها، وكل ما من شأنه أن يحقق ذلك أو يكون سببًا فيه مطلوب شرعًا، والدليل قوله صلى الله عليه وسلم للمغيرة بن شعبة وقد خطب امرأة: انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما. رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه. وقوله صلى الله عليه وسلم: إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل. رواه أحمد وأبو داود. وعليه فنقول للسائل: إذا كانت المرأة المذكورة ذات دين وخلق فننصحك بالزواج بها، اللهم إلا إذا كنت تعلم أنك لا تطيق الصبر عليها، فعندئذ نرى أن تبحث عن امرأة أخرى ذات دين وخلق، وعندها من الصفات ما يدعوك إلى البقاء معها والاستمرار. والله أعلم.