عنوان الفتوى : الذكر عند الخلاء والوضوء يكون قبل دخول الكنيف
كيف يمكن التوفيق بين عدم ذكر لفظ الجلالة في الخلاء و بين أذكار خلع الملابس وأذكار الوضوء والاغتسال؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإنه يمكن التوفيق بالقيام بالأذكار قبل الدخول في بيت الخلاء، لثبوت ذلك من قول النبي صلى الله عليه وسلم وفعله، ففي الحديث: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يدخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث. رواه البخاري في الأدب المفرد من حديث أنس رضي الله عنه، وصححه الألباني. وفي الحديث: إنّ هذه الحشوش محتضرةٌ، فإِذا أتى أحدكم الخلاء فليقل: أعوذ بالله من الخبث والخبائث. رواه أحمد من حديث زيد بن أرقم، ورجال سنده رجال مسلم كما قال الأرناؤوط. وفي لفظ: فإذا أراد أحدكم أن يدخل الخلاء فليقل: أعوذ بالله من الخبث والخبائث. رواه النسائي في الكبرى وأبو يعلى، وجود حسين أسد إسناد أبي يعلى. وبناء على هذا فعلى المسلم أن يأتي بالذكر قبل الدخول في الكنيف، وأن يمسك عن الذكر داخل الكنيف، لكراهة الذكر باللسان في الكنيف والمواضع المستقذرة؛ كما صرح به الدسوقي في حاشيته على الشرح الكبير. وراجع في كراهة الذكر وحكم الوضوء في الكنيف الفتوى رقم: 3262، والفتوى رقم: 33760. هذا وتنبغي المحافظة على الذكر عند الوضوء وعند خلع الملابس إذا لم يكن الإنسان في الكنيف، لما في الحديث: ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا وضع أحدهم ثوبه أن يقول: بسم الله. رواه الطبراني في الأوسط، وصححه الألباني في صحيح الجامع. وذكر المناوي في شرح الحديث: أن هذه الرواية تفيد أنه ينبغي أن يبسمل إذا أراد كشف العورة عند خلع الثوب أو إرادة الغسل. وثبت تأكيد الذكر عند بداية الوضوء في الحديث: لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه. رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي والألباني. كما ثبت الذكر عند الانتهاء منه في الحديث: ما منكم من أحد يتوضأ فيحسن الضوء، ثم يقول حين يفرغ من وضوئه أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء. والله أعلم.