عنوان الفتوى : علاج وساوس العقيدة والتشتت
أنا فتاة عمري ٢٠ عاما، منذ فترة (بعض الشهور) مررت بما لا أعلم ما تسميه: هل هو شك، أو وساوس في العقيدة؟ ولكن كانت تراودني أسئلة حول الله، وما الدليل على وجوده؟ وما دليلي على صدق الرسالة؟ ولماذا أنا مسلمة: هل أنا فقط خائفة من الموت؟ وماذا لو مت ولم أجد ما وعدنا الله به -والعياذ بالله- وكنت أبحث على الإنترنت عن إجاباتي، وكانت أحيانا تقابلني أسئلة جديدة على النت، وكنت أحيانا أجلس أبكي بسبب هذه الأسئلة. وفي فترة أخرى أشعر باللامبالاة، لكن مرت هذه الفترة الحمد لله، ولكن منذ نهايتها وأنا أشعر أني لم أعد كالسابق، ولا أشعر أبدا بالراحة، دائما في خوف وتشتت، ومؤخرا بدأت تراودني أسئلة جديدة أقل من السابقة، مثل: ما حكمة الله في كذا؟ وكيف يهدي الله من يشاء؟ كيف يمكن لشخص ألا يهديه الله وهو يحبنا وهو الرحيم بنا؟ ولماذا أسرى الله بالرسول عليه الصلاة والسلام ليلا وليس في النهار؛ لكي يرى جميع المشركين؟ أعلم أن من الخطأ أن أفكر هكذا، ولكنها تأتي رغما عني، وأحاول دفاعها، ولكنني خائفة أن أكون بهذا أشكك في الدين، أو أكون خرجت من الإسلام أصلا بسبب ما يراودني من أسئلة. فبماذا تنصحوني؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهذه الوساوس لا تضرك، ولا تؤثر في إيمانك ما دمت كارهة لها، نافرة منها كما هو الواقع، بل مجاهدتك لهذه الوساوس، والسعي في التخلص منها، مما تؤجرين عليه إن شاء الله، وانظري الفتوى رقم: 147101.
ونصيحتنا لك هي ألا تبالي بالوساوس، وألا تعيريها اهتماما، وكلما مر عليك شيء منها، فتعوذي بالله وانتهي عنه، ولا تسترسلي معه، واجتهدي في تعلم العلم الشرعي، فإن به تظهر لك أسرار حكمة الله في خلقه، واقرئي شيئا من الكتب السهلة في باب القدر كرسالة الشيخ ابن عثيمين، أو كتاب القدر للأشقر؛ لتزول عنك الإشكالات في هذا الباب، نسأل الله لك تمام العافية.
وأما ما ذكرته من التشتت ونحوه، فاستعيني على ذلك بالله تعالى، والاجتهاد في دعائه، وجاهدي نفسك في الإقبال على العبادات والتزود منها، واصحبي أهل الخير والصلاح ممن تعينك صحبتهم على طاعة الله تعالى.
والله أعلم.