عنوان الفتوى : إذا لم تتب فعليه أن يبتعد عنها
أنا أقيم بالسعودية ولي ابن شاب يقيم في بلدي مصر للدراسة وتعرف على فتاة ومارس معها الجنس وهي من أسرة متساهلة وابني ليس أول شخص في حياتها وهو يريد الزواج منها علماً أنه مازال طالباً وغير مقتدر مادياً لفتح بيت وأنا أرفض ذلك بشدة لسوء سلوكها كما أن ابني حكى لأصدقائه عما يفعله معها وصورها فهل أنا على ذنب في رفضي زواجه منها؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فنود أن نلفت انتباهك إلى عدة أمور: - أن تكثر من الدعاء لابنك بالتوفيق والاستقامة على ما يحبه الله تعالى ويرضاه. - أن تعامله بحكمة وتنصحه بضرورة الابتعاد عن الزواج بهذه الفتاة التي عندها انحراف في الأخلاق ما لم تتب توبة صادقة، وترغبه في اختيار ذات الدين والخلق، فإن عجزت عن ذلك وثبت عندك تعلقه بهذه الفتاة، فمن الأحسن أن يتزوجها حتى تكون معاشرته لها مشروعة، بدلاً مما كان عليه قبل ذلك، ودليل ذلك ما رواه ابن عباس أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن امرأتي لا ترد يد لامس. قال: غَرِّبها. قال: أخاف أن تتبعها نفسي. قال: فاستمتع بها رواه أبو داود والنسائي وغيرهما، ومعنى غربها: طلقها. أما قلة ذات يده وعدم قدرته المادية فلا ينبغي أن يكون عائقًا أمام الزواج، لأن الله تعالى وعد عليه بالغنى، حيث قال تعالى: إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ[النور:]. وقال صلى الله عليه وسلم: ثلاث حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف رواه الترمذي، والإمام أحمد في المسند وغيرهما. كما ينبغي لك نصح هذا الابن بالستر على نفسه، وعدم تحديث زملائه بما صدر منه، وإتلاف الصور التي قام بها، فإن المسلم مطالب بالستر على نفسه في شأن ما وقع منه من مخالفات شرعية، فقد أخرج البيهقي ومالك في الموطأ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أصاب منكم من هذه القاذورات شيئًا فليستتر بستر الله، فإنه من يُبْدِ لنا صفحته نُقِمْ عليه كتاب الله. وراجع للأهمية الفتاوى التالية أرقامها: 1677، 4115، 2403. والله أعلم.