عنوان الفتوى : الأكل في الطريق وخوارم المروءة
ما حكم الأكل في الطريق؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالأكل في الطريق مباح لا شيء فيه، ومع كونه مباحا، فينبغي لأهل المروءة والفضل اجتنابه إن كان مما يشان ويعاب عند عرف أهل بلدهم كما هو الحال في كثير من البلاد، وصاحب المروءة يترفع عن فعل ما يكون فعله قادحا في مروءته وإن كان مباحا. وقد عرف العلماء المروءة بتعاريف من ذلك ما ذكره الإمام الماوردي في أدب الدنيا والدين بقوله: فالمروءة مراعاة الأحوال التي تكون على أفضلها حتى لا يظهر منها قبيح عن قصد، ولا يتوجه إليها ذم باستحقاق. اهـ وقال الماوردي رحمه الله أيضا: سئل بعض الحكماء عن الفرق بين العقل والمروءة فقال: العقل يأمرك بالأنفع، والمروءة تأمرك بالأجمل. قال الإمام النووي في المنهاج: والمروءة تخلق بخلق أمثاله في زمانه ومكانه، فالأكل في سوق والمشي مكشوف الرأس وقبلة زوجة وأمة بحضرة الناس وإكثار حكايات مضحكة ولبس فقيه قباء وقلنسوسة حيث لا يعتاد وإكباب على لعب الشطرنج أو غناء أو سماعه وإدامة رقص يسقطها، والأمر فيه يختلف بالأشخاص والأحوال والأماكن. اهـ. والله أعلم.