عنوان الفتوى : هل كثرة الأكل مذمومة؟
هل كثرة الأكل دليل على وجود شيطان؟ وهل يعذب الله على كثرة الطعام والسمنة؟ هل يجب على المؤمن أن يكون نحيفًا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالأصل في المسلم ألا تغلب عليه شهوات البطن، والفرج، ونحوها، وأن يتقلل من فضول ما لا يحتاج إليه من تلك الشهوات، لكن كثرة الأكل ما لم تفض إلى ضرر، ليست محرمة، بل صرح الفقهاء بجواز الأكل حتى الشبع، والأصل في ذلك قوله تعالى: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا {الأعراف:31}، وإنما يكره أو يحرم من الأكل الكثير، ما يفضي إلى الضرر، قال البهوتي في شرح المنتهى: وَ) كُرِهَ (أَكْلُهُ كَثِيرًا بِحَيْثُ يُؤْذِيهِ)، فَإِنْ لَمْ يُؤْذِهِ، جَازَ، وَكَرِهَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ أَكْلَهُ حَتَّى يُتْخَمَ، وَحَرَّمَهُ أَيْضًا، وَحَرَّمَ الْإِسْرَافَ، وَهُوَ مُجَاوَزَةُ الْحَدِّ (أَوْ) أَيْ: وَيُكْرَهُ أَكْلُهُ (قَلِيلَا بِحَيْثُ يَضُرُّهُ)؛ لِحَدِيثِ «لَا ضَرَرَ، وَلَا ضِرَارَ». انتهى.
وقال الشيخ ابن عثيمين: قوله: «وأكله كثيراً بحيث يؤذيه» أي: أن ذلك، يكره، وعلامة الأذى أن يضيق النفَس، ويتعب عند القيام، والاضطجاع، وما أشبه ذلك. واختار شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ أن هذا حرام، وهو الصواب، فلا يجوز للإنسان أن يأكل أكلاً يؤذيه. انتهى.
وبه تعلم أن كثرة الأكل إن بلغت حد الإيذاء، فهي من تسويل الشيطان، وتزيينه للعبد، وهي التي يعاقب عليها العبد، على القول بالتحريم.
وأما ما لم يبلغ هذا الحد، فلا يؤاخذ به العبد، ولا يجب على المسلم أن يكون نحيفًا.
والله أعلم.