عنوان الفتوى :

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

ما حكم وجود النجاسة على السيراميك المصقول كالمرآة، ومن ثم مسحها، علما أن ذلك حدث في السابق منذ زمن بعيد، ولا أتذكر ما هي النجاسة؟ لكن أظنها بولا وأمرت أختي بمسحها فمسحتها، وأتوقع أنه عن طريق مسحها بمنديل مبلل، ومن ثم معاودة الكرة حتى أصبح السيراميك نظيفا، ولكن المشكلة الآن ليست في السيراميك، حيث إن مسح النجاسة عن الأشياء المصقولة لا شيء فيه، لكن المكان الخشن الذي بين السيراميك. ماذا نفعل به؟ كان لا بد من غسله؛ لأنه غير مصقول، وأختي مسحت عليه. فما الواجب علينا الآن؟ حيث إننا مسحنا مئات المرات على هذا المكان بنفس الممسحة الدور العلوي كاملا، بدون غسل. فهل يعتبر كل شيء قد تنجس، حيث إننا كنا نمشي على ماء المسح، وندخل غرفنا، وهكذا ونصلي في غرفنا. فما الواجب علينا؟ فكرت في عدة حلول أعمل بها وأريح دماغي، حيث إنني قلت بما أن هذه النجاسة قد حدثت على سيراميك، فهي تطهر بالجفاف، لكن النجاسة تقع في الدور العلوي وليس السفلي. فهل تأخذ نفس حكم الدور السفلي بأنها تطهر بالجفاف؟ وأنها متصلة بالأرض اتصال قرار؟ وإذا كان هذا غير مجدٍ. فهل الأخذ بقول إنني كنت حينها موسوسة، ولست متأكدة هل أصابت المكان نجاسة أم لم تصبه، علما أنني لست متأكدة الآن هل أصابه شيء أم لا؟ لكن لا أعلم هل كنت في السابق متأكدة أم لا؟ وخصوصا أنني أمرت أختي بإزالة النجاسة؟ وكل هذه الحلول كي لا أشق على نفسي، فو الله إنني في هم كبير، وأنتم لا تردون على أسئلتي، وليس هذا نافعا لي أبدا، فهو يزيدني هما، كلما تخبروني عن حكم شيء، أقتنع سريعا، وأعمل بقولكم وأرتاح، لكن عندما لا أحد يرد علي، ويفتيني في كلامي، أوسوس، ويزيد عندي الهم والغم، وخصوصا أنها أسئلة فعلا تعتبر مشكلة، وفعلا حدثت وليست مجرد وساوس لا أعلم كيف تعتبرونها وسواسا، وهي وقعت بالفعل!! وجزاكم الله خيرا على ما تقدمونه.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: 

فمن الواضح أنك لم تشفي من الوساوس بعد، ودليل ذلك أنك غير متأكدة أصلا من أن هذا الموضع أصابته نجاسة، ومع ذلك تطرحين كل هذه الأسئلة، ولا علاج لك سوى الإعراض عن الوساوس وتجاهلها، وعدم الالتفات إليها، والنجاسة لا يحكم بها بمجرد الشك، فما دمت لا تتيقنين يقينا جازما تستطيعين أن تحلفي عليه، أنه قد أصابت موضعا معينا نجاسة ما، فالأصل الطهارة، فاستصحبي هذا الأصل، واعملي به، ولا تلتفتي إلى خلافه، ثم إن النجاسة يكفي في تطهيرها صب الماء، وهو أمر يسير جدا، كما أن نجاسة الأرض وما اتصل بها اتصال قرار، تطهر بالجفوف عند كثير من أهل العلم، وسواء كانت النجاسة في الدور الثاني، أو ما بعده، فإنها تطهر بالجفوف على هذا القول، ولا حرج عليك في الأخذ به دفعا للوسواس عن نفسك، وعلى كل حال، فما تشتكين منه، ليس إلا محض وسوسة، فعليك أن تعرضي عنها، وألا تبالي بها.

والله أعلم.