عنوان الفتوى : زيارة القبور مشروعيتها وآدابها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أريد أن أسأل عن حكم الناس الذين يزورون قبور أهل البيت مثل الحسين والسيدة زينب، ويصلون عليهم ويقرأون لهم الفاتحة؟؟و يخصصون ليلة الجمعة لفعل ذلك؟؟ أريد أن أنصحهم، لكن ما النص الذي يسند كلامي؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن آداب زيارة القبور بالطريقة المشروعة، وحكم الزيارة المحرمة وما يقع فيها من البدع، وما يتعلق بذلك، قد جاء مفصلاً في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 9943، 5752، 7410. وما ذكره السائل من أن الزائرين لتلك القبور يصلون عليهم، فإن كان المقصود أنهم يقولون: (اللهم صلِّ عليهم) مثلاً، فهذا قد يكون داخلاً في الدعاء الذي ينتفع به الميت، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا لغيره بلفظ الصلاة، فعن عبد الله بن أبي أوفى قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قوم بصدقة قال: اللهم صلِّ عليهم، فأتاه أبي بصدقته فقال: اللهم صلِّ على آل أبي أوفى. متفق عليه. وإن كان المقصود أنهم يصلون عليهم صلاة الجنازة، فهذا غير مشروع لأن من فاتته الصلاة على الجنازة يمكن أن يصلي على القبر ما لم يمض على دفنها أكثر من شهر، هذا هو المذهب الراجح والذي عليه أكثر أهل العلم، قال ابن قدامة في المغني: ومن فاتته الصلاة عليه صلى على القبر، وجملة ذلك أن من فاتته الصلاة على الجنازة فله أن يصلي عليها ما لم تدفن، فإن دفنت فله أن يصلي على القبر إلى شهر، هذا قول أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم، وروي ذلك عن أبي موسى وابن عمر وعائشة رضي الله عنهم، وإليه ذهب الأوزاعي والشافعي. انتهى كلامه. أما قراءة الفاتحة وإهداء ثوابها للميت، فقد اختلف أهل العلم هل يصل ثواب قراءة القرآن للميت أم لا، وهذا الحكم مفصل في الفتوى رقم: 32689، والفتوى رقم: 3406. والله أعلم.