عنوان الفتوى : من اغتسل من الجنابة وصلى بالناس ثم وجد أثرًا على ملابسه الداخلية
اغتسل من جنابة، ثم صلّى بالناس إمامًا، وبعد الصلاة وجد أثرًا على ملابسه الداخلية، فهل الاغتسال يضمن انقطاع المذي بعد الجنابة؟ وماذا عن صلاته وصلاة من خلفه -جزاكم الله خيرًا-؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالأثر الذي وجده هذا الشخص في ملابسه الداخلية، إن كان منيًّا، يُحمل على أنه قد حصل في آخر نومة نامها في هذا الثوب، كما سبق في الفتوى رقم: 71815.
ويجب على هذا الشخص أن يعيد الصلوات التي صلاها بعد آخر نومة نامها في هذا الثوب, وقبل الاغتسال من الجنابة، على مذهب جمهور أهل العلم، كما بيناه في الفتوى رقم: 120273.
أما صلاته إمامًا فهي صحيحة, وكذلك صلاة من خلفه؛ لوقوعها بعد غسل الجنابة, وقد ذكرنا في الفتوى رقم: 125614 حكم من صلى إمامًا وهو جنب نسياًنا, أو جهلًا, فراجعها إن شئتَ.
والظاهر أنما وجده هذا الشخص ليس بمذي؛ لأن المذي رقيق، فلا يبقى له جِرم بعد يبسه، عكس المني، قال النووي في المجموع: وأما المذي فهو ماء أبيض، رقيق، لزج، يخرج عند شهوة، لا بشهوة، ولا دفق، ولا يعقبه فتور, وربما لا يحس بخروجه. انتهى.
ومن الممكن خروج المذي عند حصول سببه بعد الاغتسال من الجنابة, وقد ذكرنا حكم هذه المسألة في الفتوى رقم: 24327.
والله أعلم.