عنوان الفتوى : من وسائل بر الأبوين بعد موتهما
أريد أن أعرف هل زيارة قبر أبي وقراءة القرآن على روحه والتصدق عليه يمكن أن يجعله يرضى عني إن كان غاضباً علي في الدنيا؟ وبارك الله فيكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: روى الإمام أحمد : أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هل بقي علي من بر أبوي شيء بعد موتهما أبرهما به؟ قال: نعم، خصال أربع: الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما. الحديث رواه أبو داود وابن ماجه ، وفي إسناده ضعف، ولكن يعمل به في هذا الموضع. وما ذكره السائل من زيارة قبر أبيه فهو أمر مشروع فتشرع زيارته والدعاء له بالمغفرة والرحمة، فإن الوالد ينتفع بذلك بإذن الله؛ لما رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له. وكذلك الصدقة عن الميت ينتفع بها باتفاق المسلمين، وقد وردت في ذلك أحاديث صحيحة منها: قول سعد: يا رسول الله؛ إن أمي افتلتت نفسها، وأراها لو تكلمت تصدقت، فهل ينفعها أن أتصدق عنها؟ فقال نعم. قال شيخ الإسلام: وكذلك ينفعه الحج عنه والأضحية عنه والعتق عنه والدعاء والاستغفار له بلا نزاع بين الأئمة. وأما القراءة على القبر فلم تكن معروفة عند السلف، وقد تنازع الناس في القراءة على القبر فكرهها أبو حنيفة ومالك وأحمد في أكثر الروايات عنه. فإذا بذلت وسعك في الدعاء له والاستغفار له والصدقة عنه مع التوبة مما قد فرط منك في حقه، فنرجو أن يحصل لك بذلك ما تطلبه من بر والدك ومحو ما سلف منك. والله أعلم.