عنوان الفتوى : مدة نعيم وعذاب القبر لمن تقدم أو تأخر موته
عامل الزمن ما بعد الموت، هل هو موجود أم لا؟ بمعنى من مات ودخل حياة البرزخ، وعرف أنه من أصحاب الجنة، أو -العياذ بالله- من أصحاب النار، فالفترة التي ينتظرها تختلف من شخص إلى آخر، مع العلم باختلاف توقيت موتهم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كل ميت يكون في حياة البرزخ من موته إلى يوم البعث، ولا فرق بين الناس كلهم في ذلك، كما قال تعالى: حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ {المؤمنون: 99-100}،
قال السعدي: أي: من أمامهم، وبين أيديهم برزخ، وهو الحاجز بين الشيئين، فهو هنا: الحاجز بين الدنيا والآخرة، وفي هذا البرزخ يتنعم المطيعون، ويعذب العاصون، من موتهم إلى يوم يبعثون، أي: فليعدوا له عدته، وليأخذوا له أهبته. اهـ.
وليعلم أن شأن البرزخ من أمور الغيب التي يتوقف القول فيها على النقل عن خبر الوحي، ولا مساغ فيها للاجتهاد والنظر، قال ابن عثيمين: الحياة برزخية لا نعلم كنهها؛ إذ إننا لم نخبر عن كنه هذه الحياة، وكل الأمور الغيبية التي لم نخبر عنها، فإن واجبنا نحوها التوقف؛ لقول الله تعالى: وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا. اهـ.
فالواجب على المؤمن أن يقف حيث وقفت النصوص المنقولة عن الوحي الصادق، وألا يتعمق ويشقق فيما لم تأت به النصوص.
وراجع للفائدة، الفتوى رقم: 273292، والفتوى رقم: 232453.
والله أعلم.