عنوان الفتوى : الكيفية الأفضل في قضاء الفوائت
كنت متهاونا في الصلاة عدة سنوات، وأنوي قضاء ما فاتني منها. سؤالي هو عن كيفيتين للقضاء؟ أيهما أفضل !! 1- هل عندما أنوي في يوم أن أقضي ما فاتني، إن كنت في الصباح مثلا، أصلي الفجر مثلا، ثم الظهر، ثم العصر، ثم المغرب، ثم العشاء، وهذا كله في الصباح، وبهذا أكون قد قضيت يوما فاتني في الماضي، وأكرر ذلك خلال اليوم إن استطعت !!! 2- أم عندما يأتي الظهر مثلا أصليه، ثم أصلي نافلته، ثم أصلي الظهر مرة أخرى، بنية قضاء ظهر من الماضي، وكذلك الأمر عند دخول كل صلاة، أصليها مرة فرضا، ومرة أخرى، أو أكثر لقضاء ما فاتني. يعني أقضي مع كل فرض صلاة مماثلة له من الماضي !! وعند القضاء أبدأ بأي صلاة: الفجر أم المغرب؟ علما بأنني لا أتذكر من أي فرض تركت؛ لأنني تهاونت في الصلاة لعدة شهور، فيصعب علي تذكر الصلاة التي بدأت فيها بالتهاون!!
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فكيفية القضاء أن تقضي في اليوم قضاء ما تستطيع من الصلوات، ويكون القضاء مرتبا، فتصلي الصبح، ثم الظهر، ثم العصر، ثم المغرب، ثم العشاء، وهكذا، ولا تكتفي بقضاء صلاة واحدة مع كل صلاة.
قال الحطاب المالكي في مواهب الجليل: وَقَالَ الشَّيْخُ زَرُّوق فِي شَرْحِ الرِّسَالَةِ: قَوْلُهُ: وَكَيْفَمَا تَيَسَّرَ لَهُ، يَعْنِي مِنْ الْقِلَّةِ وَالْكَثْرَةِ، مَا لَمْ يَخْرُجْ لِحَدِّ التَّفْرِيطِ، وَلَا حَدَّ فِي ذَلِكَ، بَلْ يَجْتَهِدُ بِقَدْرِ اسْتِطَاعَتِهِ.
قَالَ ابْنُ رُشْدٍ: مَعَ التَّكَسُّبِ لِعِيَالِهِ وَنَحْوِهِ، لَا كَمَا قَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ صَالِحٍ: إنْ قَضَى فِي كُلِّ يَوْمٍ يَوْمَيْنِ لَمْ يَكُنْ مُفَرِّطًا، وَيَذْكُرُ خَمْسًا، فَأَمَّا مَعَ كُلِّ صَلَاةٍ صَلَاةٌ كَمَا تَقُولُ الْعَامَّةُ: فِعْلٌ لَا يُسَاوِي بَصَلَةً، وَمَنْ لَمْ يَقْدِرْ إلَّا عَلَى ذَلِكَ، فَلَا يَدَعُهُ؛ لِأَنَّ بَعْضَ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضٍ .. اهـ.
وتبدأ بصلاة الظهر ما دمت لا تعلم الصلاة التي بدأت في التهاون فيها، ولو بدأت بالصبح، فنرجو أن لا حرج عليك، إذ لا نص صريحاً في المسألة، وإنما هي من مسائل الاجتهاد.
جاء في كتاب التنبيه على مبادئ التوجيه لأبي الطاهر التنوخي المالكي: وإذا ذكر صلوات منسية، فلا خلاف أنه مأمور بترتيبها، الأولى فالأولى، لكن اختلف في الأمر هل هو واجب أو ندب، وبأي صلاة يبدأ؟ في المذهب قولان:
أحدهما: أنه يبدأ بصلاة الظهر؛ لأنها التي ابتدأ بها جبريل عليه السلام بالرسول عليه السلام، وبهذا سميت الأولى.
والثاني: أنه يبدأ بالصبح؛ لأنها صلاة أول اليوم. اهـ.
واحرص أخي مستقبلا على أداء الصلاة في وقتها، ولا تعد إلى التفريط فيها وإضاعتها؛ فإن إضاعتها من أقصر الطرق إلى جهنم -والعياذ بالله- وقد توعد الله تعالى مضيعها فقال: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {سورة الماعون: 4-5}.
وانظر الفتوى رقم: 47422، والفتوى رقم: 142575 وكلاهما في الترهيب من إضاعة الصلاة.
والله تعالى أعلم.