عنوان الفتوى : عدد زوجات المؤمن من الإنس ومن الحور العين في الجنة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

لقد أسأتم فهمي في فتواكم السابقة رقم: 331090، حيث إني قصدت أن بعض روايات حديث أبي هريرة فيها -ما معناه- "لكل امرئ زوجتان من الحور العين" فكيف قال بعضهم إنهما آدميتان؟ والاستفسار الأخير هو أن كلام شراح الحديث مع الروايات، فيه اضطراب. فهل هما اثنتان من بني آدم، و70 حوراء، أو اثنتان من بني آدم، و72 حوراء؟؟ أم إن هذا أيضا مختلف فيه؟ وجزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإنا نشكرك على الاتصال بنا، ومراجعتنا فيما يشكل عليك، ونفيدك أنه ثبت في السنة ما يفيد أن المؤمن له زوجتان من الإنس، كما أن له زوجتين فأكثر من الحور العين، ومنهم من ‏يزوج بسبعين من الحور العين، ففي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن ‏أدنى أهل الجنة منزلة، رجل صرف الله وجهه عن النار قبل الجنة.... الحديث، وفيه: ثم يدخل بيته، فتدخل عليه زوجتاه من الحور العين فتقولان: الحمد لله الذي أحياك ‏لنا، وأحيانا لك. ‏وفي رواية عند البخاريّ: لكل امرئٍ زوجتان مِن الحُوْر العِين، يُرى مُخُّ سُوقِهنّ مِن وراء العظم واللحم. 
وفي صحيح البخاري وغيره، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين على آثارهم كأحسن كوكب دري في السماء إضاءة، قلوبهم على قلب رجل واحد، لا تباغض بينهم، ولا تحاسد، لكل امرئ منهم زوجتان من الحور العين...

وفي الصحيحين عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول زمرة تلج الجنة، صورتهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يبصقون فيها، ولا يمتخطون، ولا يتغوطون، لكل واحد منهم زوجتان، يرى مخ سوقهما من وراء اللحم، من الحسن، لا اختلاف بينهم، ولا تباغض، قلوبهم قلب رجل واحد، يسبحون الله بكرة وعشياً.

 وقد نص النووي وغيره، على أن هاتين الزوجتين من الإنس، وليستا من الحور ...
وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة مرفوعاً في صفة أدنى أهل الجنة منزلة، قال: وإن له من الحور العين لاثنتين وسبعين زوجة، سوى أزواجه من الدنيا. ولأبي يعلى عن أبي هريرة مرفوعاً: فيدخل الرجل على ثنتين وسبعين زوجة مما ينشئ الله، وزوجتين من ولد آدم.

وقال الإمام العراقي في كتابه طرح التثريب: قد تبين ببقية الروايات، أن الزوجين أقل ما يكون لساكن الجنة من نساء الدنيا، وأن أقل ما يكون له من الحور العين سبعون. انتهى.

وقال الحافظ في الفتح: قوله: ولكل واحد منهم زوجتان، أي من نساء الدنيا، فقد روى أحمد من وجه آخر، عن أبي هريرة مرفوعا في صفة أدنى أهل الجنة منزلة، وأن لكل منهم من الحور العين ثنتين وسبعين زوجة، سوى أزواجه من الدنيا. وفي سنده شهر بن حوشب، وفيه مقال..

قال: والذي يظهر أن أقل ما لكل واحد منهم زوجتان، وهذا هو الراجح. اهـ.

وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي: قال القارئ: والأظهر أنه تكون لكل زوجتان من نساء الدنيا، وأن أدنى أهل الجنة من له اثنتان وسبعون زوجة في الجملة، يعني ثنتين من نساء الدنيا، وسبعين من الحور العين. اهـ.

والله أعلم.