عنوان الفتوى : عذاب القبر والموت على لاإله إلا الله
من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة, هل هذا يعني أنه لا يعذب في قبره هذا يعني أنه لا يعذب في قبره, وهل المرض الفتاك الذي يصيب الإنسان في كبره يعتبر من حسن الخاتمة, وهل كثرة ذهاب العقل أعني ضعف الذاكرة والنسيان والنجاسة الدائمة تقريبا تعفيه من الصلاة والواجبات الدينية الأخرى, وإذا أراد الإنسان أن يصوم كصدقه عن ميت هل يفيده ذلك وكيف يفيده تماما؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقوله صلى الله عليه وسلم: من مات وهو يعلم أ نه لا إله إلا الله دخل الجنة رواه مسلم، وفي لفظ له: من قال أشهد أن لا إله إلا ال له وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله وابن أمته وكلمته أل قاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق، وأن النار حق، أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء. وفي لفظ لأحمد: من شهد أن لا إله إلا الله حرمه الله على النار وأوجب له الجنة. وفي لفظ له أيضا: من كان آخر كلامه لا إله إلا الله وجبت له الجنة. ولأهل السنة والجماعة في التوفيق والجمع بين هذه الأحاديث وتلك الأحاديث ال أخرى التي فيها الإخبار بعذاب أهل الكبائر كلام جميل، ومما قالوه رضي الله عنهم ما ذكره الإمام النووي رحمه الله في شرح مسلم: فيكون معنى قوله صلى الله عليه وسلم دخل الجنة، أي دخلها بعد مجازاته بالعذاب، وهذا لا بد من ت أويله، لما جاء في ظواهر كثيرة من عذاب بعض العصاة، فلا بد من تأويل هذا لئلا تتناق ض نصوص الشريعة. اهـ. وقال رحمه الله: مذهب أهل السنة بأجمعهم من السلف الصالح وأهل الحديث والفقهاء والمتكلمين على مذهبهم من الأشعريين أن أهل الذ نوب في مشيئة الله تعالى، وأن كل من مات على الإيمان وتشهد مخلصا من قلبه بالشهادتي ن، فإنه يدخل الجنة، فإن كان تائبا أو سليما من المعاصي، دخل الجنة برحمة ربه وحرم على النار.. وإن كان من المخلطين بتضييع ما أوجب الله تعالى عليه أو بفعل ما حرم عل يه فهو في المشيئة لا يقطع في أمره بتحريمه على النار ولا باستحقاقه الجنة لأول وهل ة، بل يقطع بأنه لا بد من دخوله الجنة آخرا... والله أعلم.