عنوان الفتوى : موقفهن مصيب

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

نحن كجمعية ثقافية إسلامية في هولندا, لنا نشاط واسع في المسجد التابع للجمعية, ولدينا لجان كثيرة منها لجنة النساء, وهذه اللجنة ترفض كلما طلبناها للاجتماع بحجة أنه لا يحل للرجال الجلوس مع النساء رغم عدة محاولات, فيكتفين بمراسلتنا بالبريد الإلكتروني, وهذا في نظرنا يعطل كثير من الملفات التي تتعلق بنهوض المرأة وتفعيل دورها في المجتمع. فماهو الحل في نظركم؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فاعلموا وفقنا الله وإياكم لاتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أن أفض ل نهضة للمجتمع كله وللمرأة بخصوصها وقايتها من النار، وإن اختلاط الرجال بالنساء م ن أكبر دواعي الفتن والفساد، قال الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذ َلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُلْ لِلْمُؤْمِن َاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِي نَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِ نَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آب َاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْو َانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِ نَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء ِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَت ُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. [النور:30-31]. وروى عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ ق ال: الحمو الموت. متفق عليه. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يخلونّ رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. متفق عليه. وأخرج الترمذي وأحمد عن عقبة بن عامر ع ن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما خلا رجل بامرأة إ لا كان ثالثهما الشيطان. هذه الآيات والأحاديث صريح ة في وجوب الفصل بين الجنسين ومنع الاختلاط، والرسول صلى الله عليه وسلم وهو صاحب أ كبر نهضة بالمرأة وبالبشرية جمعاء، لم يعرف عنه، ولو مرة واحدة أنه أنشأ مثل هذه ال لجان أو أمر باختلاط بين الرجال والنساء كي تحل مشكلة المرأة. والنهو ض بالمرأة يمكن أن يدرسه الرجال مجتمعين وحدهم، ويمكن أن يدرسه النساء مجتمعات وحده ن، والظاهر أن موقف لجنة النساء هذه مصيب، واحتجاجهن بعدم حِلِّية جلوسهن مع الرجال وارد، والاكتفاء بمراسلتهن بالبريد الإلكتروني أولى من الاختلاط بهن، وإن أمكن أن يجلس النساء في غرفة والرجال في أخرى ويكون بين الجنسين حجاب فلا مانع من ذلك. والله أعلم.