عنوان الفتوى : حكم تفسير القرآن للأطفال مع عرض صور وحوارات لتقريب المعنى

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

لدي خبرة في تفسير القرآن وعلومه، وأردت أن أقدم حلقات لتقريب معاني القرآن للأطفال، جمعت صورا ذات صلة من الشبكة، وقام أطفال بأداء الأدوار الذي كتبتها، وغيروا في الصوت بحسب عمر الشخصية، أرجو إفادتي وتوجيهي، هل ما قمت به صحيح أم يوجد فيه ما يحذر؟ وهل أستمر في عملي هذا أم لا؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله.

أولا:

تفسير القرآن العظيم وتقريب معانيه للأطفال عمل عظيم يرجى لفاعله الأجر والثواب، والحاجة ماسة إليه، لا سيما إذا مَنَّ الله على المعلم بفهم القرآن، وصحة المعتقد، والتمسك بالسنة.

ثانيا:

الأصل منع رسم صور ذوات الأرواح، ويستثنى من ذلك ما يرسمه الأطفال أو يرسم لهم؛ لما روى أبو داود (4932) عن عائشةَ رضي الله عنها قالت: " قَدِمَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مِن غَزْوَةِ تَبُوكَ أو خيبر، وَفِي سَهْوَتِهَا سِتْرٌ، فَهَبَّت رِيحٌ، فَكَشَفَت نَاحِيَةَ السِّتْرِ عَن بَنَاتٍ لِعَائِشَةَ، لُعَب. فَقَالَ: (مَا هَذا يَا عَائِشَةُ؟) قَالَت: بَنَاتِي. وَرَأَى بَيْنَهُنَّ فَرَسًا لَه جَنَاحَانِ مِن رِقَاعٍ. فَقَال: مَا هَذَا الذِي أَرَى وَسطَهن؟ قَالت: فَرَسٌ. قَالَ: وَمَا هَذا الذي عَليه؟ قَالَت: جَنَاحَانِ. قَالَ: فَرَسٌ لَه جَناحانِ؟! قَالَت: أَمَا سَمِعتَ أَنَّ لِسُلَيمَانَ خَيْلًا لَهَا أَجْنِحَةٌ؟! قَالَت: فَضَحِكَ حَتَّى رَأَيتُ نَوَاجِذَه) وصححه العراقي في " تخريج الإحياء " (2/ 344) والألباني في "صحيح أبو داود".

قالَ الحافظُ ابنُ حجر رحمه الله: " استُدلَّ بهذا الحديثِ على جوازِ اتخاذِ صورِ البناتِ واللعب، من أجلِ لَعِبِ البناتِ بهن، وخُصَّ ذلك من عمومِ النهي عن اتخاذِ الصور، وبه جزمَ عياضٌ، ونقله عن الجمهورِ، وأنهم أجازوا بيعَ اللعبِ للبناتِ لتدريبهن من صغرِهن على أمرِ بيوتهِن وأولادهن" انتهى من " فتح الباري " (10/527).

وأخذ الصور من الإنترنت أخف من رسمها، لكن يشترط ألا يكون في ذلك اعتداء على حقوق محفوظة لا يسمح أهلها بها.

ثالثا:

اطلعنا على بعض ما نشرت، وهو عمل جميل طيب، نسأل الله أن يأجرك عليه، وأن يوفقك للمزيد منه.

وقد ذكرنا في فتاوى سابقة: ضوابط عرض الصور المصاحبة للتلاوة، فيحسن بك النظر فيها للفائدة وإن كان عملك بعيدا عن تصوير معاني الآيات.

ينظر: جواب السؤال رقم: (209088)، ورقم: (131472).

والله أعلم.