عنوان الفتوى : كلام العلماء في قصة داود عليه السلام مع الخصمين
في سورة (ص) اختلف المفسرون في كثير من الإسرائيليات، في قصة الخصمين اللذين دخلا محراب داود. ألا يمكن تفسير القصة بتفسير مقبول، غير ما ورد فيها من إسرائيليات؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن المحققين من المفسرين، أوردوا في شأن داود عليه السلام، غير ما نقل في الإسرائيليات، وأنكروا ما روي في هذا الشأن.
فقد جاء في تفسير ابن كثير: ذكر المفسرون هاهنا قصة أكثرها مأخوذ من الإسرائيليات، ولم يثبت فيها عن المعصوم حديث يجب اتباعه، ولكن روى ابن أبي حاتم حديثا لا يصح سنده؛ لأنه من رواية يزيد الرقاشي، عن أنس -رضي الله عنه- ويزيد وإن كان من الصالحين، لكنه ضعيف الحديث عند الأئمة. فالأولى أن يقتصر على مجرد تلاوة هذه القصة، وأن يرد علمها إلى الله عز وجل؛ فإن القرآن حق، وما تضمن فهو حق أيضا.......اهـ.
وقال النسفي في تفسيره: وما يحكى من أن داود بعث مرة بعد مرة أدريا إلى غزوة البلقاء، وأحب أن يقتل ليتزوج امرأته، فلا يليق من المتسمين بالصلاح من أفناء الناس، فضلا عن بعض أعلام الأنبياء، وقال علي -رضي الله عنه-: من حدثكم بحديث داود -عليه السلام- على ما يرويه القصاص، جلدته مائة وستين جلدة، وهو حد الفرية على الأنبياء ... . اهـ.
وانظر ما قاله فضيلة الشيخ الشنقيطي -رحمه الله تعالى- بشأن قصة داود ـ عليه السلام ـ في الفتوى رقم: 45724.
والله أعلم.