عنوان الفتوى :
أنا في شدة، وبات الحال يضيق شيئا فشيئا، والكرب يشتد حتى أظنه يفرج، ولكن يزيد ويشتد، والحمد لله على شدة ترجعني إلى الله. وكلما اشتد الكرب مؤخرا ازددت قربا من الله، على عكس ما كنت أفعل من قبل، كنت عندما يشتد الكرب أنهار -للأسف الشديد- وأبتعد عن الله. الآن لم أكن في حياتي أقرب لله، مما أنا عليه اليوم، وأدعو الله أن يزيدني منه قربا، لكن كلما ابتهلت، وتذللت، وأصررت، وألححت في الدعاء، انقبض صدري، ويبدأ قلبي بخفقان حد الوجع والألم، لا يزول بتوقف الدعاء، بل بساعات بعد ذلك، أحيانا أضطر إلى النوم كي أتوقف عن الشعور بالوجع، وضيق الصدر. المشكلة ليست عضوية، فهي تحدث فقط إن ألححت في الدعاء، خصوصا قيام الليل، وأحيانا لا أقوى حتى على النهوض عن السجادة من شدة الألم؛ مما يوحي إلى أحيانا بأن لا ألح في الدعاء، وأحيانا أخرى أترك الدعاء، وأقول: قدر الله وما شاء فعل، علي أن أرضى بما كتب الله وأصبر واحتسب؛ فيلهمني الله الدعاء من جديد، لكن والله الألم شديد، وأنا في حيرة من أمري. هل يوجد تفسير لما يحدث؟ وهل أكمل إلحاحي في طلبي ودعائي أم أتركه؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاحمدي الله تعالى أن زادك قربا منه بهذا البلاء، وسليه التثبيت على الحق، وقد يكون هذا الذي تشعرين به من نزغ الشيطان، أو تلبيسه عليك؛ ليصدك بذلك عن مصلحتك، ويحول بينك وبين أسباب سعادتك من الدعاء ونحوه، فلا ينبغي لك الاستسلام لهذا الشعور، بل دافعيه ما أمكنك، واستمري في طاعة ربك، والابتهال له، والضراعة له، ودعائه سبحانه؛ فإن الخير كله بيديه، وسليه سبحانه أن يذهب عنك هذا الشعور، ويزيل عنك تلك الحالة؛ فإنه سبحانه أكرم مسؤول، وأفضل مأمول، وإذا جاهدت نفسك، واستمررت في العبادة، فلا نشك في أن هذا الشعور سيزول عنك، ويبدل طمأنينة وانشراحا، وفرحا بالعبادة وإقبالا عليها، وفقك الله لكل خير، وأزال عنك كل هم.
والله أعلم.