عنوان الفتوى : كلا اللفظتين ثابتتان
أحبتي فى الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أريد أن أسألكم عن شيء حيرني وهو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً..... ألخ، هناك من يقول كتاب الله وسنتى، وهناك من يقول وعترتي، فما هو الصحيح منهما، أفتونا فى ذلك؟ جزاكم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فكل من اللفظين صحيح ثابت، ولكل منهما معناه، فقوله صلى الله عليه وسلم: وسنتي أي التمسك بها والاهتداء بما فيها. وقوله وعترتي قال الإمام المناوي في فيض القدير: يعني إن ائتمرتم بأوامر كتابه وانتهيتم بنواهيه واهتديتم بهدي عترتي واقتديتم بسيرتهم اهتديتم فلم تضلوا. قال القرطبي: وهذه الوصية وهذا التأكيد العظيم يقتضي وجوب احترام أهله وإبرازهم وتوقيرهم ومحبتهم وجوب الفروض المؤكدة التي لا عذر لأحد في التخلف عنها... قال الحكيم: والمراد بعترته هنا العلماء العاملون،إذ هم الذين لا يفارقون القرآن،أما نحو جاهل وعالم مخلط، فأجنبي من هذا المقام، وإنما ينظر للأصل والعنصر عند التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل، فإن كان العلم النافع في غير عنصرهم لزمنا اتباعه كائنا ما كان. انتهى. والله أعلم.