عنوان الفتوى : عد إلى صلاة الجماعة ولا تتخلف عنها إلا من عذر

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أقيم في أوروبا لقد داومت على صلاة الجماعة في مسجد خاص بالأسويين لمدة 11 عاما، بدون أن يكون هناك اختلاط أو زيارات وبالكاد كلام بيني وبينهم، ولكني الآن توقفت عن الذهاب إلى صلاة الجماعة، فهل آثم؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإنا ننصحك بالمحافظة على الصلاة في المسجد مع جماعة المسلمين، وعدم التخلف عنها إلا من عذر، عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر. رواه ابن ماجه وصححه الألباني. وقال أيضا: من سمع النداء فارغا صحيحا فلم يجب فلا صلاة له. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي، وقد هم النبي صلى الله عليه وسلم بتحريق بيوت المتخلفين عن الصلاة فقال: لقد هممت أن آمر بحطب فيحتطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلا فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم. رواه البخاري ومسلم. واعلم أن التخلف عن صلاة الجماعة من شيم المنافقين، وفي الصحيحين عن ابن مسعود أنه قال: من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف. وراجع في خطورة التخلف عن الجماعة الفتوى رقم: 5153، والفتوى رقم: 1798، والفتوى رقم: 28664. وإليك يا أخي بعض الأحاديث التي ترغب في الصلاة في الجماعة: صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة. رواه البخاري ومسلم. : من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح. رواه البخاري ومسلم. : من تطهر في بيته ثم مضى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواته إحداها تحط خطيئة، والأخرى ترفع درجة. رواه مسلم. : إن أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجرا من الذي يصلي ثم ينام. رواه البخاري ومسلم. : من شهد العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله. رواه مسلم. هذا، ونوصيك أخي بالتعرف على إخوانك في الله، وإفشاء السلام عليهم، ومحبتهم، ففي الحديث: والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم: أفشوا السلام بينكم. رواه مسلم. واعلم يا أخي أن اتصال المسلم بإخوانه واجتماعه بهم وخاصة في بلاد الكفر من أعظم ما يساعد على الحفظ من غوائل الشيطان، ففي الحديث: عليكم بالجماعة فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي. والله أعلم.