عنوان الفتوى : بطلان الاستتدلال بصيام النبي يوم الاثنين على مشروعية الاحتفال بمولده
بسم الله الرحمن الرحيم قال أحد الخطباء بمشروعية الاحتفال بالمولد النبوي واستدل بقوله تعالى "وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما ءاتيتكم من كتاب وحكمة....." واستدل بقوله صلى الله عليه وسلم "ذاك يوم ولدت فيه" حينما سئل عن صيام يوم الاثنين، فما مدى صحة هذا الاستدلال؟ أفيدونا بإجابة وافية شافية؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن حكم الاحتفال بالمولد يرجع إليه في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 3563، 28549، 1888، 17832، 8762. وأما الآية فلا نفهم منها إلا تأكيد الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم، ونصره وذلك يستلزم نصر سنته والبعد عن الإحداث في الدين. وأما الحديث النبوي فهو حديث صحيح؛ لكنه لا يفيد جعل يوم مولده عيداً يحتفل به، وذلك لأن يوم العيد لا يصام، ولأن السلف لم يفهموا من الحديث ولا من الآية قبله هذا الفهم ولم يحتفلوا بالمولد، ولو كان في ذلك خير لسبقونا إليه، ولما سبق إليه العبيديون في القرون المتأخرة عن عصور التزكية، فأحدثوا الموالد تقليداً للنصارى. والله أعلم.