عنوان الفتوى : حكم الصدقة وجمع الناس دون تحديد يوم شكرا لله على إنعامه بولادة النبي
حكم الاحتفال بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم- شكرًا لله على ولادته بالأشياء المستحبة والجائزة؛ كالصدقة، واجتماع الناس في غير شهر ربيع الأول، ومن غير تخصيص لذلك اليوم كل سنة، يعني هل فعل عبادة معينة بنية شكر الله على إنعامه علينا بولادة النبي -صلى الله عليه وسلم- واحتفالا بمولده جائز ومشروع. وكذلك غيرها من الوقائع كبدر والأحزاب. هل يجوز عمل عبادة بنية شكر الله على النصر الذي حصل في بدر.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهذه الصورة التي يسأل عنها السائل تُخرِج هذا الاحتفال عن كونه عيدا، يتكرر بعودة تاريخه. بل شيء يأتي دون تخصيص ولا تحديد موعد معين، ولا يتكرر بصفة معينة، ولا عبادة مخصوصة مع مرور الأيام. فإن كان هذا هو المقصود: فلا بأس بذلك، كما يدل عليه قول الله تعالى: وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ [إبراهيم: 5]
قال القرطبي: أي قل لهم قولا يتذكرون به أيام الله تعالى. قال ابن عباس ومجاهد وقتادة: بنعم الله عليهم، وقاله أبي بن كعب ورواه مرفوعا، أي بما أنعم الله عليهم من النجاة من فرعون، ومن التيه إلى سائر النعم، وقد تسمى النعم الأيام، ومنه قول عمرو بن كلثوم: وأيام لنا غر طوال. اهـ.
والقيام بأنواع العبادات بنية شكر نعم الله تعالى، أمر مشروع في الجملة، بل إن كل عبادة يقوم بها العبد إنما هي شكر لله تعالى على نعمه، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 246874.
والله أعلم.