عنوان الفتوى : الترهيب من الإساءة للجدة وتمني موتها

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أشكر القائمين على هذا الموقع، وأسأل الله تعالى أن يجعل عملكم خالصا لوجهه الكريم. سؤالي: عندي جدة تبلغ من العمر تقريبا 87 سنة، تؤذي أمي، وزوجتي بلسانها، وأنا لا أتحمل تصرفاتها الفظة معهما؛ فأجيبها أحيانا بقسوة، ولا أخفيكم أنني أتمنى في خاطري لو أنها ميتة. فهل أنا آثم؟ وكيف أتعامل معها؟ وجزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فلا تجوز لك الإساءة إلى جدتك، أو إغلاظ القول لها، وتأثم بذلك إثماً كبيراً ولو كانت جدتك مسيئة ظالمة، فالجدة لها حق في البر كالأمّ، وراجع الفتوى رقم: 250393
فإذا أساءت جدتك إلى أمّك، أو زوجك، فلك أن تأمرها بالمعروف، وتنهاها عن المنكر برفق وأدب، ولا تكثر عليها، أما أن تغلظ لها في الكلام، فهذا لا يجوز.

  قال ابن مفلح -رحمه الله-: قَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى: يَأْمُرُ أَبَوَيْهِ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَاهُمَا عَنْ الْمُنْكَرِ. وَقَالَ فِي رِوَايَةِ حَنْبَلٍ: إذَا رَأَى أَبَاهُ عَلَى أَمْرٍ يَكْرَهُهُ، يُعَلِّمُهُ بِغَيْرِ عُنْفٍ، وَلَا إسَاءَةٍ، وَلَا يُغْلِظُ لَهُ فِي الْكَلَامِ، وَإِلَّا تَرَكَهُ، وَلَيْسَ الْأَبُ كَالْأَجْنَبِيِّ. الآداب الشرعية.
واعلم أنّ هذه الجدة المسنّة، فرصة عظيمة لنوال رضا الله، وتحصيل عظيم الأجر ببرها، والصبر عليها، فينبغي أن تتمنى بقاءها، وتجتهد في برها، لا أن تتمنى موتها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  ..رغم أنف من أدرك أبويه، أو أحدهما فلم يدخل الجنة.

قال القرطبي: فالسعيد الذي يبادر اغتنام فرصة برهما؛ لئلا تفوته بموتهما، فيندم على ذلك، والشقي من عقهما. الجامع لأحكام القرآن.
 والله أعلم.