عنوان الفتوى : ما يقول المسلم لأخيه إذا أراد فراقه

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

في آخر المكالمات التليفونية دائما نقول لا إله إلا الله ويرد الطرف الآخر محمد رسول الله وأحيانا يحدث هذا في السفر هل هذه بدعة؟. جزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن ذكر الله تعالى محمود على كل حال وفي كل حين، فقد أمرنا الله تعالى بالإكثار من ذكره دون حدود وبدون قيود، فقال جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً [الأحزاب:41-42]. ومدح أصحاب الألباب والهمم العالية، ووصفهم بأنهم يذكرون الله على كل حال، فقال جل وعلا: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [آل عمران:190-191]. وكان نبينا صلى الله عليه وسلم يذكر الله تعالى في كل أحيانه، جاء ذلك في الصحيحين وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها. ومن أعظم أنواع الذكر الذكر بكلمة الإخلاص: (لا إله إلا الله محمد رسول الله) لأنها تتضمن العقيدة بكاملها. وإن الأولى للمسلم والسنة في حقه أن يقول المسلم لأخيه إذا أراد فراقه: استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك رواه أحمد والنسائي، وقال الأرناؤوط: حديث صحيح. ولم نقف على أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا افترق مع أصحابه يقول: (لا إله إلا الله) أو يودعهم بذلك، والعبادة مبناها على التوقيف، وكل عبادة تركها النبي صلى الله عليه وسلم مع وجود المقتضي وعدم المانع فتركها اتباع وفعلها ابتداع. أما إذا كان ذلك بقصد الوصية بكلمة التوحيد والتذكير بأهميتها والتمسك بها عند الفراق، فنرجو ألا يكون به بأس إن شاء الله تعالى. والله أعلم.